logo
العالم العربي

350 اغتيالاً بلا رد.. لماذا يمتنع حزب الله عن المواجهة رغم اختراقه؟

جانب من تشييع جثمان هيثم طبطبائيالمصدر: رويترز

قال خبراء إن اغتيال هيثم الطبطبائي هو امتداد لمسار تصعيدي مستمر منذ وقف إطلاق النار في 2024، حيث تتعامل إسرائيل مع الاغتيالات باعتبارها أداة ضغط مفتوحة في ظل اختراق أمني واسع داخل لبنان.

وأضافوا لـ"إرم نيوز"، أن حجم الاختراق المعلوماتي وتعدد مواقع الاستهداف يدفع الحزب نحو إعادة هيكلة داخلية بدل المبادرة الميدانية؛ الأمر الذي يفتح الباب أمام سيناريو استمرار الاغتيالات دون تغيير في قواعد الاشتباك، ما لم تُقدِم إسرائيل على عملية كبرى تُخرج الحزب عن معادلة ضبط النفس.

أخبار ذات علاقة

لبنانيون في موقع الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

ارتباك وتصدعات.. اغتيال الطبطبائي يكشف أسرار "حزب الله" الداخلية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن خليل الجميل، إن اغتيال هيثم الطبطبائي يأتي في سياق سلسلة اغتيالات يومية لم تتوقف ضد عناصر حزب الله منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مشيراً إلى أن إسرائيل تنفذ اغتيالاتها كلما سنحت الفرصة وفي أي مكان، فلبنان كله مكشوف أمامها وليس فقط حزب الله.

وأضاف القائد السابق لقطاع جنوب الليطاني، لـ "إرم نيوز" أن إسرائيل سبق وأن اغتالت قيادات أكبر وأهم من الطبطبائي خلال الحرب، مرجحاً ألا يقوم حزب الله بأي رد على هذا الاغتيال لاعتبارات عديدة، أهمها أن إسرائيل اغتالت ما يزيد على 350 عنصراً من حزب الله منذ وقف إطلاق النار، ولم يبادر بأي رد، موضحاً أن حزب الله يعتبر أن الطبطبائي بالرغم من أهميته العسكرية "عقائدياً" مثله مثل الآخرين على الرغم من جنسيته الإيرانية.

وأشار إلى أن من بين الاعتبارات الأخرى أن قرار الصبر الاستراتيجي والالتزام التام بوقف إطلاق النار لم يتغير بعد لدى حزب الله منعاً لإعطاء أي ذريعة لإسرائيل لشن ضربات كبيرة وموجعة لكل لبنان عامة، ولبيئة الحزب بالتحديد، في ظرف إقليمي دولي معاد لأي نشاط للحزب.

وأوضح أن المناخ السياسي والشعبي الداخلي في لبنان لا يحبذ أبداً فتح صراع مدمر مع إسرائيل، ويرى أن من الأفضل ترك أمر المعالجة في يد الدولة اللبنانية، فضلاً عن أن حزب الله يعلم بأن أي رد من قبله سوف يُقابل برد إسرائيلي قاسٍ جداً، وهو غير جاهز لا عسكرياً ولا شعبياً ولا سياسياً لهذه المغامرة.

من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد بسام ياسين، إن اغتيال الطبطبائي لا يجعل من حزب الله مكشوفاً؛ لأنه يعمل منذ وقف إطلاق النار على تغييرات كبرى داخل هيكليته خاصة لجهة حجم الاختراق الإسرائيلي وحجم المعلومات التي تملكها وطرق الحصول عليها حول القيادات والعناصر.

وأضاف الرئيس السابق لوفد ترسيم الحدود البحرية، لـ "إرم نيوز" أن من المحتمل أن يتصاعد ملف الاغتيالات وغيره؛ لأن الاختراق الإسرائيلي في لبنان كبير جداً، وما بين مطالبات بالرد وأخرى بضبط النفس ودعوة الدولة اللبنانية لأخذ موقف أو أخذ هذا الوضع إلى مجلس الأمن.

وأشار إلى أن المرجح ألا يقوم حزب الله بالرد حتى لا يتحمل تبعاته، رغم أن إسرائيل تعمل بقوة على دفع حزب الله نحو الرد، لتقوم بعملية كبرى في لبنان لتجرها إلى أهداف عسكرية وسياسية خاصة بها عبر الضغط بكل الطرق للوصول إلى ذلك.

واختتم الخبير حديثه بالتأكيد على أن حزب الله سيمتنع عن الرد وسيبقى كذلك، حتى تقوم إسرائيل بعملية هجومية بشكل أحادي لينتزع منها فرصة له للقيام بصد الهجوم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC