تشير عدة تقارير تتضمن تقديرات للوضع الحالي إلى أن الجنوب السوري يتهيأ، خطوة بعد أخرى، لحدث قد يغير خريطة البلاد، ويعيد تشكيل التحالفات، ليس في الداخل فقط، بل في المنطقة.
وتمثلت آخر تلك الخطوات في دخول "قوات أممية" إلى محافظة السويداء، حسبما ذكرت مصادر من المحافظة، حيث أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أن رتلاً من القوات الدولية "يونيفيل" دخل المحافظة عبر طريق "إزرع – بصر الحرير – السويداء".
وتسعى إسرائيل إلى تحويل طريق "إزرع - بصر الحرير - السويداء" إلى ممر يربط الجولان السوري المحتل عبر أوتوستراد السلام".
تأتي تلك الخطوة بعد محادثات أجراها وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في باريس، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك.
وكان لافتاً أن وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بثت الخبر، ليشكل "حدثاً استثنائياً" في مدلوله السياسي والإعلامي، حين تنشره وكالة رسمية سورية لم تكن تنشر أخباراً من هذا النوع.
ورغم أن الوكالة لم تذكر تفاصيل ما جرى في الاجتماع، كشف **الإعلام العبري أبرز تلك التفاصيل، وأهمها أن الاجتماع تمحور حول بحث إمكانية إنشاء "معبر إنساني" من الحدود الإسرائيلية في الشمال إلى محافظة السويداء التي تعاني حصاراً، رغم نفي حكومة دمشق ذلك.
التطور السياسي والميداني سبقته خطوة أخرى استثنائية، قبل يومين، إذ حاول إسرائيليون "إقامة بؤرة استيطانية" داخل سوريا، وأثناء وضعهم "حجر الأساس" لتلك المستوطنة رفعوا لافتة تمجد فكرة "إسرائيل الكبرى".
المستوطنة التي أوقف الجيش الإسرائيلي أعمال إنشائها، تحمل اسم "ألوني هبشان"، وهي خطوة أثارت جدلًا في سوريا كما في إسرائيل، ورأى كثير من المعلقين على تدخل الجيش الإسرائيلي وإعادة المستوطنين من حيث جاؤوا، أن أي قوة في سوريا لم تكن قادرة على منعهم، إذ صارت الدوريات الإسرائيلية اعتيادية في الجنوب السوري.
وأمام تلك الخطوات، وقعت أيضاً "حادثة" تحمل بعض الطرافة والدلالة في الآن ذاته، حين أقدم أفراد من الجيش الإسرائيلي على سرقة أكثر من 200 رأس غنم من أهالي قرية "العشة" في ريف القنيطرة الجنوبي، واقتادتها إلى إسرائيل.
ورغم أن الكاميرات لم ترصد ذلك الحدث، فإن حادثاً أكثر خطورة وأهمية وثقه الجيش الإسرائيلي نفسه مؤخراً، حين نشر مقطع فيديو تظهر فيه قوة من الجيش وهي تنقل دبابات وعتاداً ثقيلاً من سوريا إلى إسرائيل.
