الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
يترقب لبنان الأسبوع المقبل مصير استحقاقين بارزين، أولهما التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الفرنسي الخاص بـتجديد ولاية قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب، وسط ضغط إسرائيلي لإنهاء مهمة "القبعات الزرقاء"، وتوجه أمريكي لتعديل صلاحياتها.
ولا يقل الاستحقاق الثاني خطورة، إذ يتعلق بالموقف الإسرائيلي من ما بات يعرف بـ"ورقة باراك".
يأتي ذلك جنباً إلى جنب مع تحديات داخلية، يكمن أخطرها في تلويح ميليشيا حزب الله بحرب أهلية. وهو تهديد أعقب زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت، على خلفية قرار الحكومة اللبنانية القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، أو بتعبير أوضح نزع سلاح الميليشيات وإنهاء وجودها العسكري.
وبعد جولته في بيروت الاثنين الماضي، توجه المبعوث الأمريكي توماس باراك برفقة نائبته التي تشغل منصباً لدى بعثة بلادها في الأمم المتحدة مورغن أورتاغوس، إلى إسرائيل للحصول على جواب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على "ورقة الإعلان المشتركة"، التي قدمها باراك إلى لبنان، حيث أدخل الجانب اللبناني تعديلات عليها، ثم أقرتها الحكومة اللبنانية.
وتعتبر هذه الورقة خريطة طريق أولية لتثبيت الاستقرار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، واللبنانية-السورية.
وأكدت مصادر رئاسة الحكومة اللبنانية، لـ"إرم نيوز"، أن لبنان لم يتبلغ بعد بالرد الإسرائيلي على الورقة المشتركة، سواء من خلال باراك أو من قبل أي قنوات دبلوماسية أمريكية.
وأضافت المصادر أن الحكومة اللبنانية تنتظر الجواب الإسرائيلي ليُبنى على الشيء مقتضاه، آملة أن تساعد الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها الجهة الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، بانتزاع ضمانات إسرائيلية مرتبطة بالاعتداءات الإسرائيلية اليومية والأسرى، وصولاً إلى النقاط التي لا زالت تحتلها إسرائيل جنوب لبنان بعمق حوالي 2 كلم.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، قد أبلغ باراك بهذه المطالب، خلال اللقاء الذي جمعهما والوفد المرافق في السرايا الحكومية قبل أيام.
ويأمل سلام في تبادل الخطوات، أي خطوة مقابل خطوة، وفقاً لما ينص عليه الاتفاق، وهذا ضروري لكي تتمكن الحكومة اللبنانية من الاستمرار بتنفيذ مضامين الورقة المشتركة، خصوصاً أن لبنان التزم بمندرجات الاتفاق كمرحلة أولى، وبهدف إستكمال هذا الإجراء، لا بد من معرفة رأي الأطراف الأخرى المعنية به، أي إسرائيل وسوريا.
وأكدت المصادر أن باراك أيد هذا الموقف اللبناني، برميه الكرة في الملعب الإسرائيلي، حيث طالب إسرائيل من القصر الجمهوري اللبناني بعد لقائه الرئيس جوزيف عون، بالقيام بخطوات لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما نفذ لبنان ما عليه من خطوات.
كما أشار باراك إلى وجوب أن تقوم سوريا بتطبيق ما يتوجب عليها من خلال إشارته إلى "جيران لبنان".
وتابعت المصادر أن الجانب الأمريكي قد يبلغ لبنان بالرد الإسرائيلي من خلال عدة قنوات، سواء عبر باراك نفسه، أو من خلال السفارة الأمريكية في بيروت، أو عبر وسيط ثالث كاللجنة الخماسية.
وسيعود باراك إلى بيروت في زيارة خامسة، لم يحدد موعدها بشكل رسمي بعد، غير أن المصادر رجحت أن يعود الموفد الأمريكي بداية الشهر المقبل.
وكشفت المصادر نفسها أن السفارة الأمريكية في بيروت بدأت بترتيب مواعيد لباراك وفق هذا التوقيت.
أما في موضوع التجديد لـ"اليونيفيل"، أكدت مصادر لبنانية لـ"إرم نيوز"، أن لبنان الرسمي، من خلال رئاستي الجمهورية والحكومة، إضافة إلى وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج، يقومون بجهود دبلوماسية، لتوظيف علاقات لبنان مع المجتمع الدولي لضمان التجديد لهذه القوات، وإحباط المخطط الإسرائيلي لإنهاء وجودها، على قاعدة حاجة لبنان لهذه القوات في تثبيت الاستقرار بالجنوب، في هذه المرحلة الحساسة بالمنطقة.
ولفتت المصادر إلى دخول رئيس البرلمان نبيه بري على خط الدفع باتجاه التجديد للقوات الدولية، غامزاً من قناة الإدارة الأمريكية التي تعمل لإنهاء مهمة اليونيفيل، وهي نفسها الجهة الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يحمل تناقضاً، انطلاقاً من الموقف الذي عبر عنه الرئيس بري اليوم الأربعاء خلال استقباله وفداً أمريكياً، ضم عضو مجلس الشيوخ السيناتور ماركواين مولين، ووفداً نيابياً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بحضور السفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون.
وقال بري خلال اللقاء: "نُفاجأ بجهود مضادة من الراعي عينه للقرارين 425 والـ 1701 ولاتفاق وقف النار، تستهدف وجود قوات الطوارئ ومهمتها".
وتساءل: "كيف لساعي تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب أن يستهدف جهوده؟".