حماس تبث شريط فيديو يظهر رهينتين إسرائيليين محتجزين في غزة
وسط أنغام وشعارات عنصرية تحريضية ضد العرب اقتحم نحو 1500 مستوطن المسجد الأقصى، اليوم الاثنين، وأدوا طقوسا تلمودية واستفزازية في باحاته، فيما قامت مستعمرة برفع العلم الإسرائيلي والرقص عند المنطقة الشرقية من المسجد.
ويلوِّح المشاركون في المسيرة بالأعلام الإسرائيلية ويرقصون مرددين أغاني وشعارات عنصرية وتحريضية ضد العرب، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الاقتحامات تتزامن مع نشر شرطة الاحتلال حواجز حديدية في محيط باب العامود والبلدة القديمة للتضييق على المقدسيين وسط إجراءات عسكرية مشددة.
وأفاد شهود عيان، بأن مستعمرين حاولوا إدخال ما يسمى "لفائف التوراة" إلى المسجد الأقصى عبر باب المغاربة. كما تجمع مئات المستعمرين في ساحة البراق غرب المسجد الأقصى، وعند باب القطانين، وأدوا رقصات وطقوسا تلمودية.
وانتشر عناصر الشرطة الإسرائيلية في أنحاء القدس الشرقية المحتلة وحول أسوار البلدة القديمة، اليوم الاثنين، استعدادا لـ"مسيرة الأعلام" التي يتصدرها القوميون المتطرفون، على وقع دوي الحرب المدمرة في قطاع غزة.
وتُنظم المسيرة بمناسبة ما تسميه إسرائيل ذكرى "إعادة توحيد" شطري المدينة التي احتلت الجزء الشرقي منها وضمته إثر حرب حزيران/يونيو 1967. ولم يعترف المجتمع الدولي بهذا الضم ولا بإعلان إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها، فيما يُنشد الفلسطينيون إقامة عاصمة لدولتهم العتيدة في القدس الشرقية.
ويشارك سنويا آلاف القوميين الإسرائيليين وعدد كبير منهم من اليهود المتدينين في المسيرة التي تبدأ من الشطر الغربي للمدينة وصولا إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية مرورا بالحي الإسلامي وأغلب سكانه فلسطينيون.
ومن بين هؤلاء، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي دخل مع عدد من أعضاء حزبه إلى باحات المسجد الأقصى، وهو تصرف دانه الأردن مؤكدا أن "لا سيادة لإسرائيل" على القدس الشرقية المحتلة والمسجد الأقصى الذي يعد ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين ورمزا للهوية الوطنية الفلسطينية.
وقال بن غفير في مقطع فيديو على "تيليغرام" وقد بدا خلفه مسجد قبة الصخرة: "صعدت إلى جبل الهيكل بمناسبة يوم القدس، صليت من أجل النصر في الحرب، من أجل عودة جميع أسرانا، ومن أجل نجاح رئيس جهاز الشاباك الجديد ديفيد زيني. عيد قدس سعيد"، على حد تعبيره.
ودان الأردن اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، في ذكرى ضمّ إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، مؤكدا أن "القدس الشرقية مدينة محتلة لا سيادة لإسرائيل عليها".
وندّدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان بـ"ممارسات الوزير المتطرّف واقتحاماته المتواصلة للمسجد الأقصى".
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاقتحام، وتسهيل شرطة الاحتلال الاقتحامات المتكررة".
من جهتها، اعتبرت محافظة القدس، "مسيرة الأعلام" التهويدية الاستفزازية التي نظمتها جماعات يمينية متطرفة، اليوم الاثنين، في البلدة القديمة، والتي ترافقت مع اقتحامات خطيرة لباحات الأقصى من وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وممارسة انتهاكات صارخة وطقوس تلمودية يهودية داخل ساحات المسجد، تصعيدا خطيرًا وانتهاكًا فاضحًا لكل القوانين والمواثيق الدولية، ومحاولة للسيطرة التامة على المسجد الأقصى، وفق بيان نقله إعلام فلسطيني.
وأضافت المحافظة أن "هذه الممارسات العنصرية، التي تتم تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، تمثل تصعيدًا خطيرًا في سياسة التهويد الممنهجة التي تستهدف القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في تحدٍّ صارخ للوضع القانوني والتاريخي القائم، وللإرادة الدولية التي أكدت مراراً أن القدس الشرقية هي أرض فلسطينية محتلة".
ويلوِّح المشاركون في المسيرة بالأعلام الإسرائيلية ويرقصون مرددين أغاني وشعارات عنصرية وتحريضية ضد العرب.
وتنتهي المسيرة في المساء عند حائط البراق الذي يسميه اليهود "الحائط الغربي" ويقولون إنه آخر ما تبقى من الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية. ويُعد هذا الموقع الأقدس لدى اليهود الذين يُسمح لهم بالصلاة فيه.
في المقابل، نظم نشطاء يساريون إسرائيليون مسيرة "الورود" المضادة لـ"مسيرة الأعلام".
وقال غادي غفرياهو وهو منظم المسيرة وقائد حركة "تاغ مئير" (شارة النور) التي تروج للسلام والتعايش ردا على الكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين، "سنوزع ورود السلام على سكان القدس وخاصة المسلمين والمسيحيين".
أما المديرة التنفيذية لمركز العمل الديني في إسرائيل أورلي ليخفسكي فأكدت: "نحن غير مستعدين للقبول بأن يتم الاحتفال بهذا اليوم وسط العنف والعنصرية".
وأشارت إلى أن "مسيرة الأعلام" شهدت تصعيدا سلبيا في السنوات الأخيرة معربة عن أملها في أن تكون مسيرة الورود "صوتا يهوديا من أجل قدس مختلفة ودولة إسرائيلية ذات توجهات مختلفة" وفق تعبيرها.
وفي البلدة القديمة في القدس، قَبِل بعض الفلسطينيين الورود التي قُدمت لهم.
لكن رجلا مسنا كان يجلس قرب باب العمود رفض ذلك قائلا: "هل ترى ماذا يحصل في غزة؟ أنا آسف لكن لا يمكنني قبولها".
من جهتها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأحد نشر الآلاف من عناصر الأمن في أنحاء المدينة "لضمان سلامة الجمهور".
وفي خطوة مثيرة للجدل، من المقرر أن ينعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في بلدة سلوان جنوب أسوار القدس، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتضم سلوان موقعا أثريا يعرف باسم "مدينة داوود" ويعتقد أنه كان موقع القدس القديمة في عهد الملك داوود الذي تحمل اسمه.
ومنذ احتلال القدس، توسعت المستوطنات الإسرائيلية في الشطر الشرقي من المدينة وازداد عددها رغم أنها تعد غير قانونية بموجب القانون الدولي الذي يدينها.
وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الموحدة وغير قابلة للتقسيم" رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، عدا عن الولايات المتحدة التي اعترف رئيسها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
ومساء أمس الأحد، حضر السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي ووزير الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نوم جزءا من فعاليات إحياء "يوم القدس" عند حائط البراق.
وهنأ هاكابي، وهو مسيحي، إسرائيل على ما وصفه بـ"إعادة توحيد المدينة قبل 58 عاما".
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها.
ويتزامن تجمع هذا العام مرة أخرى مع استمرار حرب غزة، التي دخلت الآن شهرها العشرين، ومع تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث تزداد هجمات المستوطنين التي تستهدف الفلسطينيين.
واستولت إسرائيل على القدس الشرقية، ومن بينها البلدة القديمة، من الأردن في حرب عام 1967. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل على الضفة الغربية وغزة، تكون عاصمتها القدس الشرقية.