روى ناجون من استهداف إسرائيلي لمدرسة فهمي الجرجاوي وسط مدينة غزة، والتي تؤوي مئات العائلات النازحة من مناطقها السكنية، تفاصيل مروعة لاستهدافهم من قبل الطائرات الإسرائيلية، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
وتسبب الاستهداف الإسرائيلي للمدرسة بحريق هائل في بعض الفصول الدراسية التي يوجد بها عدد من العائلات، ما أدى لمقتل 12 فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال، فيما تعرضت المدرسة لدمار هائل نتيجة القصف.
وقال باسل الشيخ خليل، إن "شقيقه أصيب بجروح بالغة جراء القصف الإسرائيلي للمدرسة، وإن جميع أفراد عائلته قتلوا حرقًا نتيجة القصف الشديد"، مشيرًا إلى أن طفلته ورد وابنه سراج هما فقط من نجوا من القصف.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "قصفًا عنيفًا طال المدرسة في منتصف الليل، وكان السبب في اشتعال حريق هائل جدًا بأحد مرافقها"، مبينًا أن الضحايا عثر عليهم عبارة عن جثامين متفحمة للغاية وغير واضحة المعالم.
وأضاف: "ورد وسراج ووالدهما نجوا من القصف الإسرائيلي فيما من تبقى من أفراد العائلة، إلى جانب عدد من جيرانهم بمركز الإيواء"، لافتًا إلى أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء والذين كانوا جميعهم نياما في لحظة القصف.
وبين أن "أجساد الضحايا يصعب تمييزها، وأن معرفتهم كانت من خلال ملامح متعارف عليها"، قائلًا: "بعناية الله نجت ورد التي أنقذت من بين الحريق الهائل الذي أصاب المبنى الذي توجد فيه مع عائلتها، ووضعها النفسي سيئ للغاية".
وقال الشاب زياد رجب، إنهم "فوجئوا بصوت انفجار قوي في منتصف الليل واندلاع حريق هائل طال مرافق المدرسة"، لافتًا إلى أنه كان موجودًا في أحد الفصول الدراسية التي تعرضت للقصف من الطائرات الإسرائيلية.
وأوضح رجب، لـ"إرم نيوز"، أن "الحريق نشب في أمتعة النازحين ومن ثم أجسادهم، خاصة وأن الجميع كان نائمًا في لحظة القصف"، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 أشخاص من أفراد عائلته أصيبوا بحروق شديدة وبمناطق مختلفة.
وتابع: "النيران الناتجة عن القصف غريبة للغاية وهائلة جدًا ولم أشهد مثلها في حياتي، وبالرغم من الخوف الشديد الذي شعرت به في لحظتها؛ إلا أنني سارعت إلى إنقاذ المصابين والجرحى"، مؤكدًا أنه نجا بأعجوبة نظرًا لوجوده بالقرب من أحد الأبواب.
وأضاف: "خرجت في بداية الأمر من الباب القريب مني، ثم عدت من أجل إنقاذ الجرحى، والذين أصيب معظمهم بحروق بالغة، جميع الضحايا والمصابين من النيران ولم ألاحظ أي إصابة بسبب شظايا الصواريخ".
واتهم الناطق باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، الجيش الإسرائيلي باستخدام أنواع جديدة من الأسلحة والمواد المتفجرة في قصف مدرسة فهمي الجرجاوي، مرجحًا أن تكون تلك الأسلحة من المحرمة وفق القانون الدولي.
وقال بصل، لـ"إرم نيوز"، إن "جميع الإصابات والضحايا كانت نتيجة الحروق الشديدة من النيران التي اشتعلت بفعل القصف الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبة في التعامل مع هذا النوع من الاستهدافات.
وأضاف أنّ "النيران لا تنطفئ بسهولة، وهناك خطر على حياة رجال الدفاع المدني خلال عملهم في ظل نقص الإمكانيات والمعدات اللازمة لإنقاذ المصابين والجرحى".
وأردف أنّ "الصواريخ لا تترك أي أثر لها، والضحايا يقتلون بصمت بدون أي علامات سوى الحريق".
وأشار إلى أن "الجثامين التي تم انتشالها من قصف المدرسة جميعها متفحمة بفعل الحريق الهائل، وأن رجال الدفاع المدني استغرقوا وقتًا طويلًا في محاولاتهم لإخماد نيران القصف".
وشدد على ضرورة وجود لجان لتقصي الحقائق ومعرفة نوع الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة.
