كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إسرائيل والولايات المتحدة، وممثلين عن مؤسسات دولية، يقتربون من الاتفاق على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في إطار آلية جديدة تضمن عدم وصولها إلى حركة حماس.
ووفق الموقع، فإن "الآلية الجديدة ستلبي هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع الالتزام بتوجيهات مجلس الوزراء الإسرائيلي بمنع وصول أي مساعدات إلى حماس".
ومنذ مارس/آذار الماضي، أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنعت إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية والوقود إلى القطاع، وربطت إعادة فتحها بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن مع حماس.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، رامي محسن، إن "مثل هذا الاتفاق سيكون في إطار المساعي الإسرائيلية لنفي التهم الدولية الموجهة لها بتجويع سكان القطاع، ويتزامن مع ردود الفعل الدولية الغاضبة من السياسات المتبعة ضد سكان غزة".
وأوضح محسن، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تستخدم التجويع أداةً من أدوات الحرب ضد سكان القطاع، كما أن الإدارة الأمريكية نفسها ترفض مثل هذه السياسة"، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي بدأ يتحرك فعليًا لوقف المجاعة في غزة.
وأضاف: "بتقديري، يدفع ذلك إلى العمل بين تل أبيب وواشنطن والمؤسسات الدولية من أجل استئناف إدخال المساعدات إلى غزة؛ لكنها ستكون مقننة وأقل بكثير مما يحتاجه القطاع، إذ إنه من المتوقع أن يُسمح بدخول نحو 100 شاحنة فقط".
وتابع: "القطاع يحتاج يوميًا إلى نحو 600 شاحنة من المساعدات، والصيغة التي يجري الحديث عنها غير واضحة، وهناك تساؤلات حول طريقة عملها على الأرض والأدوات المستخدمة"، محذرًا من مساعي إسرائيل لتخدير الرأي العام والتهرب من الضغط الدولي.
وشدد على ضرورة وجود آليات واضحة لإدخال المساعدات في إطار الاتفاق الجديد، وأن تكون تلك الآلية قابلة للتطبيق، وعلى أن إسرائيل مجبرة على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع؛ لتجنب أي إجراءات دولية غير محسوبة.
يرى أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن "الآلية الجديدة التي يجري بحثها هي محاولة للتهرب من الاتهامات الدولية التي تلاحق إسرائيل، إلى جانب أنها استجابة للضغوط الأمريكية من أجل إدخال المساعدات إلى غزة".
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "أي آلية ستكون في إطار إدخال كميات محدودة للغاية لسكان القطاع، بذريعة ضمان عدم وصولها إلى حماس"، مشيرًا إلى أنها لن تؤدي إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة، وستُبقي الأوضاع على ما هي عليه.
وأضاف: "بتقديري، الآلية الجديدة ستكون مرهقة للغاية للسكان، وربما تكون عبر تحديد مناطق معينة لاستلام المساعدات من قبل السكان"، مشددًا على أن ذلك سيزيد معاناة سكان القطاع، كما أنه سيُبقي حالة غلاء الأسعار.
واستكمل: "الآلية التي يجري الحديث عنها ستحتاج لبعض الوقت لدخولها حيّز التنفيذ، ما يعطي إسرائيل مزيدًا من الوقت للضغط على حماس وسكان القطاع"، مؤكدًا أن الضغط بسلاح الجوع يحقق لإسرائيل نتائج أفضل من العمليات العسكرية.