إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم العربي

سياسي عراقي: الانتخابات المقبلة محطة فارقة في التوازنات الإقليمية

سياسي عراقي: الانتخابات المقبلة محطة فارقة في التوازنات الإقليمية
السياسي العراقي أثيل النجيفيالمصدر: وسائل إعلام عراقية
10 يوليو 2025، 2:11 م

رأى السياسي  العراقي ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، أن الانتخابات المقبلة في العراق قد تشكل محطة فارقة في التوازنات السياسية، خاصة في المناطق السنية، حيث بدأ الجمهور يمتلك حرية أكبر في التعبير والاختيار، على عكس ما كان سائداً في فترات سابقة من ضغوط الجماعات الإرهابية أو الفصائل المسلحة.

وفي حوار مع "إرم نيوز"، تحدث النجيفي عن تأثير انسحاب التيار الصدري، ومصير الفصائل المسلحة، وخفايا ملف رواتب الحشد الشعبي، إلى جانب تحليل لموقع العراق بعد الضربات الإيرانية الإسرائيلية، وموقعه في مشروع إعادة ترتيب النفوذ الإقليمي.

وتالياً نص الحوار:

كيف تقيّم المشهد العام في العراق؟ هل هو مقبل على انتخابات فعلية أم تصفية حسابات؟ وما مدى تأثير المال السياسي؟

نحن بالفعل مقبلون على انتخابات، لكن ظروفها هذه المرة تبدو مختلفة، خصوصاً في المناطق السُّنية، فقد بات هناك هامش حرية أكبر للجمهور مقارنة بالسنوات السابقة. قبل 2014 كانت الجماعات الإرهابية تمنع الناس من الترشح أو المشاركة، وبعد دحر داعش، مارست  الفصائل المسلحة ضغوطها لاستبعاد شخصيات مؤثرة لصالح الموالين لها.

اليوم هذا النفوذ بدأ يضعف، بالتزامن مع تراجع واضح في النفوذ الإيراني، نتيجة تغيرات إقليمية، مثل التطورات في سوريا، والمفاوضات الأمريكية - الإيرانية.

أما المال السياسي، فسيبقى مؤثراً بلا جدال، كما هو الحال في كثير من الدول، لكنه ليس العامل الوحيد، الشخصيات المقبولة شعبياً تحقق نتائج بأقل التكاليف، على عكس المرشحين ضعيفي القبول. لكن التحدي الحقيقي يبقى في محاسبة الفساد المرتبط باستخدام المال السياسي، وهو دور يجب أن تضطلع به الدولة.

أخبار ذات علاقة

تظاهرات التيار الصدري في العراق

أنصار التيار الصدري يتظاهرون في العراق تأييداً لإيران (فيديو)

كيف تنظر إلى تأثير انسحاب التيار الصدري؟ وهل باتت الساحة بيد طرف واحد؟

لا شك بأن انسحاب التيار الصدري له تأثير كبير، لأنه يمثل قوة معارضة منظمة داخل المجتمع الشيعي، لكن برأيي، فإن الأصوات التي كانت تصوّت للتيار ستتجه إلى مرشحين معارضين للإطار التنسيقي، وليس لمرشحي الإطار نفسه.

لذلك، أعتقد أن البرلمان المقبل قد يشهد تشكل أغلبية تدعو لتقليص النفوذ الإيراني، مقابل أقلية متمسكة به، ولا ننسى أن السنّة والأكراد لا يملكون ولاءً عقائدياً لإيران، بل كان تعاونهم معها ناتجاً عن واقع القوة الإقليمية التي فرضتها، وهو واقع بدأ يتغير.

الحكومة تبدو واقعة بين الفصائل والضغوط الدولية؛ لماذا لم تُحسم حتى الآن قضية الفصائل المسلحة؟

صحيح، الحكومة تواجه توازناً دقيقاًُ، لكنها – برأيي – تحاول منح الفصائل وقتاً لتفهم أن المواجهة مع الولايات المتحدة خاسرة، لا سيما في ظل إدارة أميركية لا تجامل، كما هو الحال مع إدارة ترامب.

الحكومة لا تريد تفجير المجتمع  الشيعي من الداخل، وتسعى إلى تفادي صراع داخلي، لكنها تدرك في الوقت ذاته أن هناك لحظات حرجة لا يمكن التهرب منها.

ملف رواتب الحشد الشعبي أثار جدلاً كبيراً.. هل هو مجرد تأخير مالي أم أن هناك ما هو أعمق؟

ما حصل يرتبط بالعقوبات الأمريكية المفروضة على شخصيات وفصائل محددة، وكل جهة تصرف الأموال لتلك الكيانات قد تتعرّض للمحاسبة، لذا تبحث الحكومة عن آليات صرف بديلة، لكن الأمريكيين يمكنهم تتبع هذه الطرق أيضاً.

أخبار ذات علاقة

الزعيم الشيعي مقتدى الصدر

العراق.. تزايد المؤشرات على مشاركة التيار الصدري في الانتخابات النيابية

 أرى أن ما يحدث مجرد محاولة لكسب الوقت، إلى حين قبول الفصائل بالواقع الجديد، وتجنب جر العراق إلى مواجهة غير مستعد لها أحد، لا إيران ولا الفصائل.

بعد الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.. ما موقع العراق في هذا المشهد؟ وهل هناك دروس مستخلصة؟

لا أرى ما حدث كحرب إيرانية إسرائيلية، بل كجزء من مفاوضات أمريكية - إيرانية تُدار بمسارين؛ الأول دبلوماسي، والثاني عبر رسائل نارية وعسكرية لخلق أوراق تفاوض جديدة.

ملف التخصيب النووي تم تحييده، وملف أذرع إيران بات شأناً داخلياً للدول المعنية، أعتقد أن إيران تتجه الآن نحو التأثير السياسي والاقتصادي، وهذا يتطلب أدوات جديدة، وليس الاعتماد على الأذرع العسكرية كما في السابق.

هل نجحت الحكومة العراقية في تحقيق الحياد فعلاً؟

نعم، إلى حد كبير، وأعتقد أن هذا الحياد جاء أيضاً بدفع وتشجيع إيراني، ساعد على إلزام الفصائل بعدم التصعيد.

هناك من يتحدث عن مشروع دولي لإعادة ترتيب النفوذ داخل العراق.. ما موقع السنّة ضمن هذا المشروع؟

نعم، هناك مشروع دولي قائم، وكلما تقوّت الجبهة المعارضة لإيران، سنرى السنة مع الأكراد وجزء من الشيعة ضمن هذا المعسكر. السنة تعاونوا مع إيران في السابق بسبب هيمنتها، خصوصاً بعد إدارة أوباما التي شهدت توافقًا غير معلن، واليوم، هناك من يحاول تصوير إسرائيل كبديل لإيران لترهيب الناس، لكن الحقيقة أن هناك محوراً ثالثاً – سعودي خليجي تركي ومعه سوريا – وهو الأقرب للقبول في العراق.

أخبار ذات علاقة

 محمد شياع السوداني

السوداني: ماضون في خطة لحصر السلاح بيد الدولة العراقية

 يعاني العراقيون من الإحباط والعزوف.. ما الذي يعيد الثقة بالانتخابات؟

المشاركة الانتخابية ترتبط بوجود أمل واقعي بالتغيير، كلما خفت هذا الأمل، ارتفع الإحباط، أنا أرى أن التغيير قادم، لكنه سيكون بطيئاً وتدريجياً، وليس جذرياً وسريعاً، فالوضع في العراق لا يتحمل اهتزازات كبيرة حالياً.

بعد سنوات من تحرير نينوى.. ما أبرز العقد التي لا تزال تعاني منها المحافظة؟

أهم ما تعانيه نينوى هو غياب الهوية السياسية، لكن بداية استعادتها بدأت في انتخابات مجلس المحافظة الأخيرة، حيث حصلت القوى المعارضة للإطار على نسبة جيدة.

هناك محاولات خطيرة لخلق فتنة عربية كردية من أطراف غير سنية ولا موصلية، مرتبطة بالنفوذ الإيراني، وهذا يهدد السلم المجتمعي.

أما الإنجازات، فهي إدارية، وتحسّن ملحوظ حصل، لكنه مرهون بتوفر الأموال، وهو أمر يصعب تحقيقه وسط فساد مزمن وبيئة سياسية غير مستقرة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC