مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة

logo
العالم العربي

"رسائل مشفرة".. ماذا وراء قصف محيط القصر الرئاسي في دمشق؟

"رسائل مشفرة".. ماذا وراء قصف محيط القصر الرئاسي في دمشق؟
غارة سابقة للجيش الإسرائيلي على سورياالمصدر: إعلام سوري
03 مايو 2025، 6:19 ص

أكد خبراء أن قصف إسرائيل لمحيط القصر الرئاسي في دمشق مؤخرا، يدخل في إطار الرسائل المتبادلة بين تل أبيب وأنقرة، ضمن محاولات إظهار القدرات من كل طرف في التأثير على نفوذ الآخر في سوريا.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الرسائل تأتي ضمن عمل الجانبين على إعادة صياغة اتفاقات قديمة حديثة بينهما، تتعلق بتوزيع الحصص في الداخل السوري بعد تعاون سابق قبل 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الذي سقط فيه نظام الأسد، فضلا عن تحذير من إسرائيل إلى تركيا بعدم تمادي تحركاتها على الأرض بما يحمل تداخلا في مناطق نفوذها في سوريا.

ولفتوا إلى أن الرسائل تحمل في الوقت ذاته تهديدا مباشرا للرئيس السوري أحمد الشرع في ظل تقديم تل أبيب نفسها على أنها تدافع عن الدروز بعد الذي قامت به فصائل محسوبة على النظام السياسي الحالي في دمشق تحركها الاستخبارات التركية، مفادها بأن استمرار ما قامت به هذه المجموعات المسلحة تجاه الدروز، سيترتب عليه تدخل إسرائيلي أكبر. 

أخبار ذات علاقة

بنيامين نتنياهو ويسرائيل كاتس

رسالة تحذيرية إلى الشرع.. إسرائيل تستهدف القصر الرئاسي في دمشق

رسائل مشفّرة

وكانت الرئاسة السورية أدانت مؤخرا القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط القصر الرئاسي، ووصفت ذلك بأنه "تصعيد خطير"، واستمرار للخطوات المتهورة التي تسعى لزعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمات الأمنية". 

ويرى الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد يوسف النور، أن القصف الإسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي في دمشق بمثابة توجيه تهديد مباشر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع في ظل تقديم تل أبيب نفسها على أنها تدافع عن الدروز بعد ما قامت به فصائل محسوبة على النظام السياسي الحالي في دمشق، مفادها أن استمرار ما قامت به هذه المجموعات المسلحة تجاه الدروز سيقابله تدخل إسرائيلي أكبر. 

وأضاف النور في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا القصف يحمل رسائل "مشفرة" لصدام غير مباشر بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية عبر أدواتهما، لاسيما أن الوقت الحالي لا يحمل مصلحة لـ"تل أبيب" أو "أنقرة" بدخول صدام مباشر مع بعضهما لتحديد النفوذ وللحد من قوة الطرف الآخر في هذه الساحة.

ولفت النور إلى أن المعركة الأساسية لم تعد إسقاط سوريا أو تفتيتها في ظل معركة تستهدف تحديد مناطق النفوذ والسيطرة لكل طرف على الجغرافيا السورية، موضحا أن كل القوى العسكرية الميدانية الموالية للجانبين، ليست قادرة على التصرف إلا بقرار ودعم تركي أو إسرائيلي، ومن هنا تستكمل الرسائل المتبادلة بقدرة كل طرف في التأثير على نفوذ الآخر في سوريا.

وتابع النور أنه كان من المتوقع أن يكون هناك رد إسرائيلي عنيف عما جرى من مجازر في صحنايا وقبلها في جرمانة بسبب تصاعد التوتر الطائفي وعمليات التجييش غير المعهودة ودخول رجال الدين وتكرار ما حدث في الساحل السوري في أيام 6 و7 و8 مارس/ آذار الماضي، ومن ثم ما يجري على الأرض السورية يخرج بشكل كامل عن ما يسمى نطاق الدولة والمؤسسات.

وبيّن النور أن هناك انقساما عموديا في صفوف المرجعيات الدرزية وفي صفوف المقاتلين المحسوبين على تركيا والمنضويين ضمن مجموعات محسوبة على النظام في دمشق، في وقت يجمع فيه المدنيون على أنه لا يمكن التعايش مع هذا النظام، ومن ثم هناك تخوف كبير من مجازر تتجدد وبشكل تدريجي ضد الطائفة الدرزية في سوريا، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي حاولت الإدارة السورية أن تقتنصه تم إفشاله في إشارة إلى عملية سحب السلاح الثقيل.

أخبار ذات علاقة

قوات الأمن العام في أشرفية صحنايا

المرصد السوري يكشف رقما مفزعا لضحايا أحداث جرمانا وصحنايا

إعادة صياغة الاتفاقيات القديمة 

فيما تقول المحللة السياسية السورية ميس كريدي، إن هذا القصف للمحيط الرئاسي في دمشق عبارة عن تصعيد في الرسائل المتبادلة بين إسرائيل وتركيا بعد أن أصبحت سوريا ملعبا لتصفية الحسابات الدولية والتجاذبات الاستخباراتية وللإملاءات وتبادل الرسائل العالمية. 

وأوضحت كريدي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ما جرى من مجازر في المناطق الدرزية من جانب بعض الفصائل المسلحة المحسوبة على النظام في دمشق تدخل في إطار الرسائل المتبادلة المتعلقة بإعادة صياغة اتفاقات قديمة حديثة بين تل أبيب وأنقرة، في ظل ما هو معلوم من تعاون سابق بينهما في العملية التي وجهت لسوريا وجاءت بسقوط نظام الأسد.

وأشارت كريدي إلى أن الخلاف الآن في إطار صراع على صاحب الغلبة واليد العليا بين تركيا وإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد انطلاقا من سوريا، وعلى هذا الأساس يتحاورون بهذه الطريقة على الأراضي السورية، في صورة حملت تقدم فصائل مسلحة تابعة للاستخبارات التركية ومدربة على يدها وتتصرف بخطاب طائفي تبثه بشكل جيد على الأراضي السورية بشكل كبير خارج نطاق السيطرة.

ومن ناحية أخرى، بحسب كريدي، تقوم إسرائيل بالقصف حيث ما تشاء لتخبر أنقرة وتحذرها من عدم التمادي في إصدار هذه الخطابات وغيرها التي يكون على أثرها تحركات على الأرض وتداخل في مناطق النفوذ.

وتابعت أن ما يجري ليس متعلقا بالشعب السوري وإنما مرتبط بتصرفات تحركها إسرائيل وتركيا بعد أن تصادما في مناطق النفوذ عقب أن توافقا على إسقاط الدولة السورية ومؤسساتها، ويتصرفون الآن على أساس كيفية توزيع سوريا كحصص بينهما.

وأردفت ميس أن الحظ السيئ للطوائف والمكونات سواء الكرد الذين تمارس ضدهم مظاهر عنصرية من النظام التركي، أو الدروز في جنوب سوريا، وأزمتهم تتعلق بوقوعهم في هذه الجغرافيا فقط لا غير.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC