انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
يرى خبيران أن الاشتباكات في صحنايا وجرمانا بين أفراد من الطائفة الدرزية وعناصر وزارة الدفاع في سوريا، تعكس حالة من القلق العميق وعدم الثقة المتبادلة بين الطرفين، وهو ما فتح الباب أمام إسرائيل لاستغلال هذا التوتر المتصاعد، في إطار مشروعها القديم الجديد لتفكيك وحدة سوريا وتوسيع نفوذها الإقليمي.
وأكد الخبيران لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل، وفقاً لمسارها التاريخي، لا تنتظر الأزمات لتتفاعل معها، بل تسعى إلى صناعتها وتهيئة ظروفها بما يخدم مشروعها في تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية، وخاصة عبر التحريض داخل الأقليات.
وبيّن الخبيران أن أحداث صحنايا وجرمانا، تمثل فرصة مواتية لإسرائيل لتعميق الشرخ بين الدروز والدولة السورية، في محاولة لاستخدام الطائفة كورقة ضغط باتجاه فرض واقع سياسي جديد في جنوب سوريا، وربما استدراج النظام نحو التطبيع.
ورأى المتخصص في الشؤون الإسرائيلية تحسين الحلبي أن إسرائيل، ووفق سجلها التاريخي، لا تترك فرصة تمر دون أن تستغلها في بث الانقسام داخل المجتمع السوري، وإذا لم تجد الفرصة المناسبة، فإنها تسعى إلى خلقها وتهيئة ظروفها السيئة لتستثمرها في تحقيق أهدافها السياسية والأمنية.
وأكد لـ"إرم نيوز" أن ما جرى بين أبناء الطائفة الدرزية وإدارة الأمن العام السورية يمثل مناسبة تحاول إسرائيل استغلالها لإشعال مزيد من التحريض، بهدف التصعيد وتأجيج الفتنة الداخلية، لكنها تصطدم بحسب تقديره، بوعي أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، وبانضباط رجال الأمن السوري، ما يمنح الأمل في أن تُحل الإشكالات بالحكمة اللازمة، بما يمنع إسرائيل من استثمار الظرف الراهن في تعميق الانقسام.
وأضاف الحلبي أن أحداث صحنايا وجرمانا، رغم خطورتها، لن تسفر عن النتائج التي تطمح إليها إسرائيل، وهو ما يفرض على قيادة الأمن العام انتهاج سياسة عقلانية في التعامل مع التحريضات الإسرائيلية، كما يتطلب من الدروز أن يستلهموا من تاريخهم النضالي، حين كانوا أول من أشعل شرارة الثورة ضد الاستعمار الفرنسي عام 1920، ويدركوا أن وحدة سوريا فوق كل اعتبار.
وذكر أن الدروز، أحفاد سلطان باشا الأطرش، لا يمكن أن يرشدهم هذا الإرث إلا إلى مزيد من التمسك بوحدة التراب السوري ومواجهة أي محاولة خارجية لزعزعة استقرار البلاد.
من جانبه، يرى المتخصص في الشؤون الإسرائيلية نظير المجلي أن لإسرائيل أجندة واضحة تجاه سوريا، تتمثل في محاولة فرض منطقة نفوذ واسعة تمتد من جنوب دمشق إلى الحدود الأردنية والجولان المحتل، تمهيداً لتقسيم سوريا إلى كيانات طائفية صغيرة، وهو مشروع قديم متجدد لطالما سعت إسرائيل لتحقيقه في أكثر من مناسبة.
وأشار لـ"إرم نيوز" إلى أن هناك توجهاً لدى إسرائيل اليوم للتفاوض مع تركيا بشأن تقاسم النفوذ داخل الأراضي السورية، ويشكل مشروع التقسيم الهدف النهائي لهذا التفاهم، بينما تكون وسائله قائمة على استغلال كل ما يمكن، سواء كان مبرراً أو مفتعلاً، منذ تدمير البنية العسكرية السورية عقب سقوط النظام وحتى الآن، عبر استمرار العمليات العسكرية التي تضمن لها الحضور الميداني والتأثير الاستراتيجي.
وبيّن المجلي أن إسرائيل تحاول، إن استطاعت، جرّ النظام السوري نحو اتفاقيات أبراهام، وتوظف الطائفة الدرزية كأداة ضمن هذا المخطط، مستدلاً بحراك بعض الدروز داخل إسرائيل ممن بدأوا يدركون خطورة هذا التوجه، مثل حركة "التواصل التقدمي" التي يقودها الأديب والناشط السياسي سعيد نفاع، والتي ترى أن ما يجري هو فتنة مقصودة تستغل فيها إسرائيل قضية الدروز لخدمة مصالح لا علاقة لها بالطائفة نفسها.
وأكد أن الحركة ذاتها أوضحت أن ما تبديه إسرائيل من اهتمام ظاهري بالدروز لا ينبع من وفاء أو حرص، بل من أهداف عنصرية توسعية، حيث تمارس بحق الدروز في الداخل سياسة تمييز رغم خدمتهم في الجيش الإسرائيلي، وأن ما يجري في مناطق كجرمانا وصحنايا والسويداء ليس إلا انعكاساً لمحاولات إسرائيلية تسعى إلى تحقيق نفوذ أكبر لا إلى حماية أي مكون اجتماعي داخل سوريا.