logo
العالم العربي

سوريا تفاوض الكبار.. هل تُعيد روسيا وتركيا تشكيل "جيش الشرع"؟

سوريا تفاوض الكبار.. هل تُعيد روسيا وتركيا تشكيل "جيش الشرع"؟
أحمد شارعالمصدر: رويترز
25 أبريل 2025، 3:43 م

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، أن حكومته بدأت مفاوضات رسمية مع كل من روسيا وتركيا لعقد اتفاقات عسكرية جديدة، تعكس واقع ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتؤسس لعلاقات قائمة على الاستقلال والسيادة الوطنية.

وأكد الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "السلاح الروسي لا يزال يشكل العمود الفقري للجيش السوري، ونحن منفتحون على شراء أسلحة إضافية من روسيا ودول أخرى، ولكن بناء جيش وطني محترف سيستغرق وقتًا بضعة أشهر لا تكفي لبلد بحجم سوريا".

أخبار ذات علاقة

صندوق النقد الدولي

صندوق النقد: نعتزم مساعدة سوريا لتعاود انخراطها في الاقتصاد العالمي

في المقابل، كشفت وزارة الدفاع التركية، في بيان الخميس، عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة لإنشاء مركز عمليات مشترك، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

بينما تحاول حكومة الشرع تثبيت شرعيتها عبر مفاوضات محسوبة مع موسكو وأنقرة، يبقى التساؤل الأبرز؛ ما دلالات التعاون الروسي التركي وهل تستطيع دمشق الحفاظ على استقلال قرارها السيادي وسط هذا الزخم من المصالح والضغوط.

سوريا وأوكرانيا

وقال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات آصف ملحم، إن "الوضع في سوريا يُشبه إلى حد كبير ما حدث في أوكرانيا، وأن دمشق وقعت في فخ جيوسياسي معقّد، خاصةً وأن السلطات الحالية لا تحظى بدعم دولي يُذكر باستثناء تركيا، التي تملك بدورها أجندة توسعية واضحة في المنطقة".

وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز"، أن "أنقرة تسعى لإعادة ترسيم نفوذها في الشرق الأوسط، وتستند إلى خطاب سياسي يرفض اتفاقية سايكس بيكو، ويتوسع نحو منطقة القوقاز، مستندةً إلى تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي قوة تتعارض مصالحها مع معظم الدول العربية مثل السعودية ومصر والأردن".

وأشار إلى إن "المشروع التوسعي التركي لا يصب في مصلحة الولايات المتدة أو روسيا، ولا حتى إيران أو الصين".

وبين ملحم، أن "روسيا تمتلك قواعد عسكرية استراتيجية في سوريا لا يمكن التخلي عنها بأي حال، مثل قاعدة حميميم البحرية وقاعدة طرطوس الجوية، بينما تسعى تركيا للتأثير على موسكو، لكنها في الوقت نفسه تعتمد على التعاون معها في ملفات إقليمية أخرى".

تسليح سوريا

وأوضح أن "روسيا تبقى المنفذ الوحيد لأي تسليح محتمل لسوريا، خاصة أن تركيا تعتمد على الدعم الغربي في مجال التسليح".

وتساءل ملحم، عن نوعية الأسلحة التي قد تزود بها روسيا سوريا، مرجحًا أن تكون أسلحة دفاعية بحتة لا تمثل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل أو الدول المجاورة، مشابهة لتلك التي زودت بها الولايات المتحدة أوكرانيا.

وأضاف أن "روسيا قد تدعم سوريا سياسيًا وعسكريًا من أجل استعادة بعض النفوذ، لكن اهتمامها لا ينبع من الموارد الطبيعية، بل من أهمية قاعدتي حميميم وطرطوس الواقعتين على البحر المتوسط".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة اعترضت على نشر تركيا لمنظومات أس 400 في سوريا؛ نظرًا لإمكانية وصولها إلى إسرائيل، لكن هناك ثقة في روسيا بشأن التزامها بعدم استخدام هذه الأنظمة بما يهدد التوازن الإقليمي".

التعاون السوري الروسي

من جانبه، قال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن "التعاون العسكري بين روسيا وسوريا يشهد تراجعًا، ويقتصر حاليًا على تسليم بعض النظم الدفاعية أو ترك معدات موجودة بالفعل على الأرض السورية".

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تشترط استمرار وجودها في الساحل السوري، لما لقاعدتي حميميم وطرطوس من أهمية استراتيجية في دعم فيلق أفريقيا الروسي".

وأشار إلى أن "رغم أن هناك أنباء عن نقل بعض المعدات الروسية إلى ليبيا، إلا أن سوريا تبقى أكثر أهمية؛ نظرًا لقربها الجغرافي ودورها كمركز لوجستي فعال".

أخبار ذات علاقة

محل صرافة في دمشق

بريطانيا ترفع جزءا من العقوبات المفروضة على سوريا

وتابع القليوبي: "الوجود التركي في ليبيا يقيد قدرة روسيا على التحرك هناك، وفي حال تصاعد التوتر مع تركيا، قد تواجه موسكو صعوبات في عبور طائراتها إلى ليبيا؛ ما يجعل سوريا خيارًا أفضل من الناحية اللوجستية".

وأشار إلى "احتمال وجود مطالب من قبل السلطات السورية الجديدة بمحاكمة الرئيس بشار الأسد، لكن روسيا من جهتها لن تقبل بذلك".

ولفت إلى أن "التاريخ الحديث لروسيا يخلو من أي حالات تسليم لحلفاء أو رؤساء أجانب دعموا موسكو، مثلما حدث مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، المقيم في روسيا حتى الآن".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC