الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
تشهد الساحة السياسية في فرنسا حالة من الحراك المبكر استعدادا لخوض الانتخابات البلدية المقررة في مارس/ آذار 2026، في استحقاق محلي يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه مقدمة للمعارك الوطنية المقبلة، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية عام 2027، إلى جانب ارتباطه المباشر بانتخابات مجلس الشيوخ (السينا) التي ستُجرى في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه.
وبحسب تقرير لصحيفة "لو فيغارو" بدأت معظم الأحزاب والتيارات السياسية في البلاد التحضير لهذا الاستحقاق بشكل مكثف، رغم الغموض الذي لا يزال يحيط ببنود الموازنة العامة المنتظرة في الخريف.
وشرعت القيادات الحزبية بإطلاق أولى الترشيحات، وصياغة البرامج، وتحديد الخطط الانتخابية، في محاولة لتوسيع الحضور المحلي وترسيخ النفوذ السياسي على مستوى البلديات والمجالس المحلية.
ويأمل حزب "الجمهوريون" بقيادة برونو ريتايو بتحقيق ما وصفه بـ"الموجة الزرقاء"، في إشارة إلى طموح الحزب لاكتساح الانتخابات البلدية وتوسيع سيطرته على البلديات. في المقابل، تنظر الأحزاب المشكلة لـ"الكتلة الحكومية"، وهو تحالف يضم الوسط واليمين المعتدل ويدعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى الانتخابات كاختبار حاسم لقوتها التنظيمية والشعبية، بعد عام على تشكيل التحالف.
ووفق التقرير، فإن المدن الكبرى مثل باريس وليون ومرسيليا، التي تُعد معاقل تقليدية لقوى اليسار، ستكون ميداناً مركزياً للتنافس، خصوصاً بعد التعديلات التي طرأت على نظام التصويت في هذه المدن، ما قد يفتح المجال أمام تحالفات ضرورية بين مكونات المعسكر الرئاسي وحزب "الجمهوريون".
لكن مسألة التحالفات لا تزال مثار خلاف داخل المعسكر الحاكم، إذ يرى البعض ضرورة توحيد "الكتلة الوسطية" لمواجهة نفوذ اليسار، كما صرّح بيير إيف بورنازل، مرشح حزب "آفاق" في باريس، بينما دعت وزيرة الزراعة أني جينيفار إلى موقف أكثر تشدداً من اليسار، قائلة إنه يجب "إزاحته بالكامل".
من جهته، يتمسك حزب "مودم" بضرورة إشراك اليسار المعتدل في التفاهمات المحلية، وهو موقف يتقاطع مع رؤية حزب "النهضة"، الذي لا يعارض دعم رؤساء بلديات اشتراكيين في بعض المناطق، خصوصاً في المناطق التي يشكل فيها حزب "فرنسا الأبية" تهديداً انتخابياً حقيقياً.
أما "فرنسا الأبية"، فقد بدأ بحملة مبكرة تختلف عن استراتيجيته في انتخابات 2020، حين شارك في قوائم مواطنيه.
الآن، يعتزم الحزب الترشح باسمه في المدن الكبرى، مستنداً إلى برنامج انتخابي جذري يتضمن أكثر من 400 إجراء، أبرزها نزع سلاح الشرطة البلدية وتفكيك شبكات المراقبة بالفيديو، ما يعكس توجهاً تصعيدياً في خطابه السياسي المحلي، وفق الصحيفة.
من جهة أخرى، أعلن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف عن نيته خوض الانتخابات بقوة، متجاوزاً تجربة 2020 التي اقتصرت على مدينة بيربينيان.
وسمحت زعيمة الحزب مارين لوبان لنوابها بالمشاركة في الانتخابات البلدية، في خطوة تهدف إلى استثمار حضورهم المحلي وتعزيز تموضع الحزب في المشهد السياسي، بحسب التقرير.
ورغم امتناع معظم الأحزاب عن إعلان أهداف رقمية صريحة، يتفق المراقبون على أن نتائج هذه الانتخابات ستكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة، خاصة وأن أعضاء المجالس البلدية يشكلون نحو 95% من "الناخبين الكبار" الذين ينتخبون أعضاء مجلس الشيوخ، مما يضفي على هذا الاستحقاق المحلي بُعدا بالغ الأهمية في ظل تصاعد دور مجلس الشيوخ في الحياة السياسية الفرنسية.