الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
كشفت مصادر ميدانية وسياسية عن تحركات عسكرية متسارعة على تخوم العاصمة الليبية طرابلس، وسط تدفق آليات ثقيلة ومتوسطة قادمة من مدن مصراتة وزليتن والزاوية وغريان.
وجاءت التحركات في وقت باتت فيه مناطق حيوية، مثل طريق الشط وحي الأندلس والقره بوللي، تحت سيطرة مجموعات مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وبحسب المصادر، فإن التحركات لا تقتصر على محاولة السيطرة على جهاز الردع ومقاره، بل تبدو جزءًا من عملية أوسع قد تهدف إلى إعادة توزيع موازين القوة داخل العاصمة، عبر تمكين مجموعات مسلحة بديلة تكون ورقة ضغط بيد حكومة الدبيبة في أي مفاوضات سياسية مقبلة.
وأكد المجلس الاجتماعي في المنطقة الغربية رفضه القاطع لما وصفه بـ"التهديدات والتحركات العسكرية" ضد طرابلس، داعيًا الشباب والقوات العسكرية والأمنية إلى حالة تأهب قصوى لحماية العاصمة من أي قوة قادمة من خارجها.
كما أشارت مصادر مطلعة إلى أن جميع محاولات التهدئة لإقناع جهاز الردع بتسليم مقاره، بما فيها قاعدة معيتيقة والسجن التابع لها، قد فشلت بسبب الشروط التي وضعتها الحكومة، وسط مخاوف من أن أي هجوم على السجن قد يؤدي إلى هروب أو إطلاق سراح مئات السجناء، بينهم عناصر أجنبية وليبية مرتبطة بتنظيم "داعش".
وفي هذا السياق، أكدت مصادر أخرى أن المخاوف الأكبر تتمثل في تعرّض السكان القاطنين في محيط مقر جهاز الردع إلى خطر حتمي في حال اندلاع المواجهات المسلحة، إذ يقع المقر داخل منطقة مكتظة بالسكان، ما قد يتسبب بسقوط ضحايا مدنيين وحدوث أضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات.
كما أشارت المصادر إلى أن ما يجري لا ينفصل عن حسابات سياسية خارجية، إذ تُتهم حكومة الدبيبة بالسعي لتصفية خصومها واستخدام ملف السيطرة على جهاز الردع كورقة تفاوضية في خريطة الطريق الجديدة.
وتذهب التقديرات إلى أن اغتيال رئيس جهاز الاستقرار أخيرًا أتاح للدبيبة مساحة أوسع للتحرك، وتهديد خصومه الذين لا يخضعون لإدارته بشكل مباشر.
وفي سياق متصل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلق عميق" إزاء استمرار حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول طرابلس، ووصفت الأمر بـ "التطور الخطير".
ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واللجوء للحوار لحل الخلافات، محذّرة من أن أي عمل عسكري قد يؤدي إلى مواجهات دامية ويعرّض حياة المدنيين للخطر.