اعتبر محللان أن فرقاء ليبيا يسعون إلى كسب شرعية خارجية وود واشنطن، عبر توقيع عدد من مؤسسات البلاد اتفاقيات وشراكات مع مؤسسات أمريكية.
وأبرم صندوق التنمية وإعادة الإعمار عدداً من الاتفاقيات مع مجموعة من ممثلي الشركات الأمريكية، في خطوة مماثلة اتخذتها المؤسسة الوطنية للنفط، التي زار مسؤولون عنها العاصمة الأمريكية واشنطن وأبرموا فيها اتفاقيات شراكة.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه ليبيا انقسامًا حكوميًا حيثُ توجد حكومتان؛ الأولى شرق البلاد برئاسة أسامة حماد، والثانية في غربها برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
وقال المحلل السياسي الليبي، إلياس الباروني، إن "فرقاء ليبيا يبحثون من خلال هذه الشراكات عن كسب الشرعية الخارجية في ظل افتقادهم لشرعية محلية سواء هؤلاء الموجودون في الشرق أو الغرب" وفق تعبيره.
وبيّن الباروني لـ"إرم نيوز''، أن "هذه الشراكات ليست فقط اقتصادية أو أكاديمية بل فيها رسائل سياسية بمعنى أن هؤلاء السياسيين الليبيين يقولون إثر توقيع مثل هذه الاتفاقيات إنه نحن معترف بنا من قبل أقوى قوّة دولية".
وشدد المحلل الباروني على أن "هناك تنافساً على الموارد والطاقة وإدارة الثروات، وأيضاً على التمويل لأن الشركات الليبية من خلال شراكاتها مع المؤسسات الأمريكية يفتح لها الباب للحصول على منح واستثمارات ودعم تقني حيث تبحث الحكومتان في ليبيا عن منفذ جديد يضمن لهما دعماً خارجياً".
وحذّر من أن "هذه الاتفاقيات لا يمكن أن تحلّ أزمة البلاد بل العكس ستزيد من التنافس حيث يسعى كل طرف لإظهار أنه الأقرب للولايات المتحدة، وقد تسهم على المدى المتوسط في جعل واشنطن قادرة على فرض إصلاحات أو غير ذلك على كلا الطرفين".
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، إن "دول العالم مجبرة أحياناً على التعامل مع حكومتين في ليبيا، وهو وضع يسبب مشكلات في حال توقيع اتفاقيات شراكة طويلة الأمد على الصعيد القانوني بشكل خاص لأن الانقسام الحكومي والسياسي وتخالف المصالح بين الليبيين أنفسهم يؤدي إلى هذا التسابق".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "بعض المشاريع ليس فيها صالح لليبيين بل للسياسيين المنقسمين، والولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف الأقوى في العالم وبالتالي يسعى الفرقاء في ليبيا إلى كسب ود واشنطن وأن تكون داعمة لهم في المحافل الدولية" وفق قراءته.
وأكد المحلل العبدلي أن "الأمريكيين يفرضون شروطهم على كل السياسيين الموجودين في شرق وغرب ليبيا، لكن هذا لا ينفي أن هناك اتفاقيات مهمة مثل تلك التي تهمّ الغاز والتي تم توقيعها بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة أمريكية وهو توقيع جاء إثر زيارة مبعوث دونالد ترامب، مسعد بولس إلى ليبيا".
ورأى أن "هذه الاتفاقية ستؤدي إلى زيادة إنتاج الغاز والطاقة في ليبيا، والولايات المتحدة لديها أيضاً مصلحة في ذلك من خلال تزويد أوروبا به إثر تخلي القارة العجوز عن الغاز الروسي، بالتالي لدى ليبيا والولايات المتحدة مصلحة في هذا الاتفاق".