يسعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، لترسيخ نفوذه مع استعداد البعثة الأممية لإطلاق خارطة طريق جديدة، ما يثير تساؤلات حول مدى نجاحه في إضعاف خصومه.
وكان الدبيبة قد رحب قبل أشهر بتصفية آمر جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، فيما يسود ترقب لاحتمال التصعيد مع قوات الردع وسط توقعات بمواجهة وشيكة.
وقال نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة، إن تصفية عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، شكّلت خطوة مهمة بالنسبة للدبيبة، في تقليص عدد خصومه، رغم أن غنيوة لم يكن الوحيد بينهم، مشيرًا إلى أن العاصمة طرابلس باتت أكثر استقراراً نسبياً بعد الحادثة.
وأوضح دوغة في تصريح لـ"إرم نيوز" أن قوة الردع لا تزال تسيطر على أجزاء من طرابلس، مرجحاً أن الدبيبة لا يرغب في الدخول معها في مواجهة مباشرة لما قد يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأضاف أن الدبيبة قد يختار فتح باب الحوار مع قوة الردع للتوصل إلى آلية أو اتفاق يتيح احتواءها وضمان انضمامها إلى التشكيلات الأمنية التابعة للحكومة، معتبرًا أن أمامه خيارين فقط هما التفاوض بطرق سلمية أو الدخول في حرب.
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، إن تصفية "غنيوة"، لا تعني اختفاء عناصره أو تفكك مليشياته، بل تشير إلى تحول في الولاءات، حيث يعتمد الأمر على من يدفع أكثر، مضيفاً أن عملية تصفيته نفسها تكشف أنه تم بيعه من أقرب المقربين إليه، وفق تعبيره.
وأوضح المرعاش لـ"إرم نيوز" أن جزءاً كبيراً من عناصر مليشيا "دعم الاستقرار" التي كان يقودها غنيوة، تم ضمه إلى مليشيا يقودها شقيق عماد الطرابلسي، الملقب بـ"الفراولة".
وأشار إلى أن الهدوء النسبي في طرابلس لا يعني بالضرورة توسع نفوذ الدبيبة، الذي "لا يستطيع السيطرة الكاملة على العاصمة حتى وإن تحالفت معه جميع مليشيات مصراتة، إذ لا يزال يعتمد على شراء ولاءات مليشيات من الزنتان والأمازيغ ومدن أخرى، لتسخيرها في مواجهة مليشيا الردع التي تسبب له إزعاجًا كبيرًا بسيطرتها على مطار معيتيقة، وميناء طرابلس البحري، ومصرف ليبيا المركزي".
وتوقع المرعاش أن تشهد طرابلس معركة مدمرة بين المليشيات الموالية للدبيبة، ومعظمها من مصراتة، وبين مليشيا الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة، لكنه لفت إلى وجود تحذيرات تركية للدبيبة من جر العاصمة إلى صراع واسع النطاق.
ولفت إلى أن الدبيبة لا يزال "في قلب العاصفة" رغم حالة الهدوء النسبي، مرجعاً ذلك إلى ضيق خياراته وضعف فرصه في تحقيق أي نصر إذا قرر الدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب، خاصة في ظل رفض المجتمع الدولي لأي تصعيد في طرابلس وضغطه من أجل رحيله وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تتولى تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.