logo
العالم

"واشنطن بوست": ترامب وبوتين يختتمان القمة "دون اتفاق" بشأن أوكرانيا

"واشنطن بوست": ترامب وبوتين يختتمان القمة "دون اتفاق" بشأن أوكرانيا
الرئيسان ترامب وبوتين في قمة ألاسكاالمصدر: أ ف ب
16 أغسطس 2025، 9:45 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اختتما قمة الجمعة باكرًا دون اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا.

وفي حين استضافت ألاسكا لقاءً بارزًا اتسم بالرمزية والبذخ، ووُصف بأنه محاولة لإنهاء أكثر الحروب دموية في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وبينما منحت بوتين دفعة سياسية داخلية وأظهرت مكانته الدولية، لكنها لم تُسفر عن أي اختراق فوري في ملف السلام الأوكراني الذي يسعى ترامب لتحقيقه بوصفه إنجازه الأكبر على الساحة الدولية.

أخبار ذات علاقة

لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا

البيت الأبيض: قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين "من أجل السلام" (فيديو)

يوم استشنائي لبوتين

وبحسب الصحيفة، أعلن الزعيمان تحقيق تقدم "ملموس" خلال المحادثات، إلا أنهما امتنعا عن كشف التفاصيل في مؤتمر صحفي قصير. بوتين استغل المناسبة لتكرار روايته بشأن "الأسباب الجذرية" للنزاع، متمثلة في نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى الناتو، بينما بدا ترامب منصتًا أكثر من كونه مشاركًا، وهو ما اعتُبر إشارة إلى استمرار تمسك الكرملين بمواقفه التقليدية، وإلى محدودية مقاربة ترامب الدبلوماسية التي تقوم على الإطراء والمجاملات.

وأردفت، أن القمة كانت يومًا استثنائيًا لبوتين، الذي حظي باستقبال رسمي على السجادة الحمراء، تخللته عروض عسكرية ورمزية أبرزها تحليق قاذفة أمريكية من طراز "بي-2"، إضافة إلى جولة داخل سيارة ترامب المدرعة الشهيرة "الوحش".

الإعلام الروسي التقط هذه المشاهد وروّج لها بإسهاب، معتبرًا إياها دليلًا على الاعتراف الدولي بمكانة بوتين، ومقارنًا بينها وبين الطريقة الصارمة التي تعامل بها ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أشهر حين أطاح به من البيت الأبيض.

أخبار ذات علاقة

ترامب يطلق "الشبح" ترحيباً بـ بوتين

تهديد أم ترحيب؟ ترامب يطلق "الشبح" خلال استقبال بوتين (فيديو إرم)

عدم تنازل ترامب "مكسب"

وأضافت الصحيفة أن بوتين أعاد التأكيد على مواقفه منذ ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014، مشددًا على أن "الحل الدائم يتطلب معالجة جذور الأزمة"، في إشارة إلى رفضه القاطع لطموحات كييف الأوروبية. لكنه سعى أيضًا إلى مغازلة ترامب، قائلًا بابتسامة: "عندما يقول الرئيس ترامب إنه لو كان رئيسًا لما اندلعت الحرب، فأنا متأكد تمامًا من صحة ذلك". هذا التوازن بين التشدد والمجاملة عكس رغبة الكرملين في الاستفادة من شخصية ترامب دون تقديم تنازلات جوهرية.

ورغم البداية الحافلة بالود، بما في ذلك تخلّي بوتين عن المترجم خلال حديثه مع ترامب داخل السيارة الرئاسية، فإن القمة انتهت دون نتائج ملموسة. القادة الأوروبيون استقبلوا الخبر بارتياح نسبي، معتبرين أن غياب أي تنازلات أمريكية بحد ذاته مكسب. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى: "على الأقل لم يستسلم ترامب. وهذا أمر جيد".

الاقتصاد ثانيا

وتابعت الصحيفة أن القمة طرحت ملفات متعددة تتراوح بين استئناف الرحلات الجوية وإصدار التأشيرات ورفع العقوبات، وصولًا إلى احتمال التوصل إلى هدنة جوية أو اتفاق ثلاثي مع زيلينسكي. غير أن المحادثات لم تتجاوز 3 ساعات، على عكس ما روّج له الجانب الروسي بأنها قد تمتد إلى 7 ساعات، ما قلّص من فرص تحقيق نتائج ملموسة.

ومن جانب ترامب، طرح فكرة "تبادل الأراضي" كخيار محتمل لتسوية النزاع، وهو ما أثار مخاوف أوروبية من أن يؤدي ذلك إلى إضفاء شرعية على السيطرة الروسية في شرق أوكرانيا. في الوقت ذاته، أعرب عن تفهّمه لدعوة بوتين قادة الأعمال الروس إلى القمة، لكنه شدد على أن أي تعامل اقتصادي لن يتم قبل إنهاء الحرب.

عودة نادرة

وأشارت إلى أن الزيارة شكّلت عودة نادرة لبوتين إلى الأراضي الأمريكية منذ عام 2007، باستثناء حضوره اجتماعات الأمم المتحدة. وعلى هامشها، أجرى ترامب محادثة هاتفية مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، واصفًا إياه بـ"المحترم للغاية"، ومعلنًا تطلعه للقائه قريبًا، في خطوة غير مسبوقة من رئيس أمريكي تجاه زعيم ظل معزولًا عن الغرب لعقود.

لكن في الوقت الذي كان فيه الزعيمان يتبادلان المجاملات في أنكوريج، واصل الجيش الروسي قصفه لمناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، بينها ضربة استهدفت سوقًا مركزيًا في سومي. الرئيس الأوكراني زيلينسكي علّق قائلًا: "حتى في يوم المفاوضات، يواصلون القتل. لا توجد إشارات من موسكو على الاستعداد لإنهاء هذه الحرب".

وعلى الرغم مما أحاط القمة من مظاهر احتفاء ودعاية سياسية، خرج بوتين بمكاسب رمزية تعزز صورته أمام الداخل الروسي، فيما غادر ترامب دون إنجاز ملموس يُقدَّم كاختراق دبلوماسي في حرب أوكرانيا، تاركًا مستقبل المفاوضات رهينة حسابات معقدة بين موسكو وواشنطن والعواصم الأوروبية.

أخبار ذات علاقة

جزيرة ألاسكا

"بين الأمس والغد".. الجزيرة الأمريكية التي تلامس حدود روسيا

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC