أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بفرض "حصار كامل وشامل" على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية التي تدخل أو تغادر فنزويلا، في خطوة عززت الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من النشاط العسكري المكثف للولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي، حيث أظهرت بيانات تتبع حديثة تركيزًا كبيرًا للقوات البحرية الأمريكية قبالة الساحل الشمالي لفنزويلا؛ ما يعكس الشكل العملي للحصار، بحسب مجلة "نيوزويك".
تعتمد فنزويلا بشكل كبير على صادرات النفط كمصدر رئيسي للدخل، ويستهدف الحصار هذا الشريان الاقتصادي الحيوي في لحظة حرجة.
وتهدف الولايات المتحدة، عبر محاصرة البلاد بالسفن الحربية والطائرات، إلى خنق شحنات النفط الخاضعة للعقوبات ومنع وصولها للأسواق الدولية؛ ما قد يُضعف الاقتصاد ويقلص قبضة مادورو على السلطة.
تثير هذه الخطوة أيضًا مخاوف قانونية وجيوسياسية، حيث وصف النقاد الحصار بأنه عمل حرب بحكم الأمر الواقع وانتهاك للقانون الدولي.
وقد احتجزت الولايات المتحدة مؤخرًا ناقلة النفط "سكيبر" قبالة الساحل الفنزويلي بموجب مذكرة توقيف اتحادية؛ ما أدى إلى توقف حركة شحنتها من النفط الخام.
تتمركز نحو 12 سفينة حربية أمريكية قادرة على فرض حظر بحري في قوس يمتد من 50 إلى 100 ميل بحري قبالة الساحل، تتوسطها حاملة الطائرات يو إس إس "جيرالد آر فورد".
وتشمل السفن المدمرات الصاروخية "وينستون إس تشرشل"، "بينبريدج"، و"ماهان"، إضافة إلى الطرادين "ليك إيري" و"جيتيسبيرغ"، وسفن الإنزال البرمائي "إيو جيما"، "سان أنطونيو"، و"فورت لودرديل"، مع السفينة "إم في أوشن تريدر" لدعم المراقبة والاستكشاف.
إلى جانب التواجد البحري، تعمل بين 30 و50 طائرة أمريكية في المنطقة، تشمل مقاتلات F-35A، وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G غراولر، وطائرات المراقبة البحرية P-8A بوسيدون وMQ-4C ترايتون، وطائرات النقل C-17 غلوب ماستر III، وست طائرات تزويد بالوقود KC-135 وKC-46A، وطائرات البحث والإنقاذ HH-60W وHC-130J، إضافة إلى الدعم الهجومي لطائرات AC-130J غوسترايدر.
كما يعزز رادار AN/TPS-80 في ترينيداد وتوباغو التغطية الكشفية الإقليمية.
وصف الرئيس ترامب الحصار قائلًا: "فنزويلا محاصرة تمامًا بأكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أمريكا الجنوبية؛ سيزداد حجمه، وستكون الصدمة التي سيتلقونها غير مسبوقة، إلى أن يعيدوا إلى الولايات المتحدة كل النفط والأراضي وغيرهما من الأصول التي سرقوها منا سابقًا".
من جانبها، وصفت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز الحصار بأنه "انتهاك للقانون الدولي ومحاولة للاستيلاء على الموارد الطبيعية لفنزويلا".
من المتوقع أن تحافظ القوات الأمريكية على جاهزيتها العالية مع تناوب السفن والطائرات حسب الحاجة، بينما تواصل فنزويلا التصعيد القانوني والدبلوماسي، وسط مراقبة الحكومات الإقليمية والمنظمات الدولية للوضع، مع تصاعد أسعار النفط نتيجة توقعات انقطاع الإمدادات.
