في أقصى شمال الغرب الأمريكي، وتحديدًا على شبه جزيرة تحيط بها الجبال والمياه، تستعد مدينة أنكوريج الهادئة لحدث عالمي يسرق الأضواء، فالموعد قد تحدد، والعيون تتجه نحو 15 أغسطس، حين يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء مباشر بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية.
اللقاء، الذي أعلن عنه ترامب رسميًا، من المنتظر أن يدور حول القضية التي أنهكت أوروبا والعالم وهي الحرب في أوكرانيا. وفي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 288 ألف نسمة، اعتادت أن تكون وجهة لعشاق المغامرات وصيد الأسماك، ستُعقد واحدة من أكثر المحادثات السياسية حساسية منذ سنوات.
وبفضل موقعها الجغرافي، فهي تبعد مسافة طيران تقل عن عشر ساعات عن معظم العواصم الكبرى في شمال أمريكا وشرق آسيا؛ ما يمنحها أهمية لوجستية ودبلوماسية نادرة.
أنكوريج ليست جديدة على الساحة الدبلوماسية، فقد شهدت في مارس 2021 محادثات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، لكنها الآن تقف على أعتاب حدث أكبر، ربما يكتب فصلًا جديدًا في العلاقات بين واشنطن وموسكو.