شهد تطبيق "تيك توك" في الأشهر الأخيرة انتشارًا واسعًا لمقاطع فيديو تروّج لتنظيف القولون كحلّ سحري لتحسين الهضم، وتصفية البشرة، وزيادة الطاقة. لكن خبراء الصحة يحذّرون من هذا الاتجاه الشائع، مؤكدين أنه قد يكون ضارًّا أكثر مما هو مفيد.
الدكتور براديبتا سيتي، مدير قسم الجهاز الهضمي في مستشفى مانيبال، أوضح لموقع onlymyhealth الصحي، أن تنظيف القولون يعني إزالة البراز من الأمعاء الغليظة باستخدام أدوية أو وسائل مثل الملينات أو الحقن الشرجية. ورغم أن هذه العملية قد تبدو بسيطة، إلا أنه شدد على أنها لا يجب أن تُجرى بانتظام أو دون سبب طبي.
وأضاف: "الجسم يمتلك نظامًا طبيعيًّا لتنظيف القولون من خلال إفراز الماء في الأمعاء ومساعدة البكتيريا النافعة، لذا فإن تنظيف القولون بشكل دوري غير ضروري".
وعلى عكس ما يدّعيه بعض مستخدمي "تيك توك"، فإن تنظيف القولون لا يحسّن عملية الهضم أو يمنح بشرة صافية أو طاقة إضافية. بل يؤكد الدكتور سيتي: "لا توجد أي فوائد مثبتة، وهناك العديد من الآثار الجانبية الخطيرة. نحن لا ننصح به إلا في حالات تحضيرية لفحص القولون أو عندما يعاني المريض من براز متراكم بشكل مزمن".
أعراض تنظيف القولون
وتشمل الأعراض الجانبية لتنظيف القولون بحسب دراسة نُشرت عام 2020 في المجلة الدولية للجراحة: الجفاف، الغثيان، القيء، اختلال توازن الكهارل، التشنجات، العدوى، والاعتماد على هذه الطريقة للتبرز الطبيعي.
ويضيف الدكتور سيتي أن هذا الاتجاه قد يجعل البعض غير قادرين على الإخراج دون استخدام مساعدات خارجية، ما يضر بالصحة على المدى الطويل.
وبدلاً من اتباع هذه الاتجاهات الخطيرة، يوصي الدكتور سيتي بطرق آمنة مدعومة علميًّا لتحسين صحة الأمعاء:
وفي الختام، قد يكون تنظيف القولون ترندًا رائجًا على "تيك توك"، لكن الأطباء يُجمعون على أنه غير ضروري وقد يضر أكثر مما ينفع. فالجسم مصمَّم لينظف نفسه طبيعيًّا، والطريق الحقيقي لصحة الجهاز الهضمي يبدأ بنمط حياة صحي ومتوازن وليس باتباع صيحات مؤقتة.