يتساءل كثير من الرجال عمّا إذا كان تغيير ما يتناولونه من طعام يمكن أن يرفع مستويات هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون المرتبط ببناء العضلات والرغبة الجنسية والطاقة. ورغم أن النظام الغذائي يؤثر في الصحة العامة، تشير الأبحاث إلى أن أطعمة محددة أو أنظمة غذائية شائعة لا تُحدث عادةً زيادة ملحوظة في التستوستيرون لدى معظم الرجال الأصحاء.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" على لسان خبراءـ تتراوح المستويات الطبيعية لهرمون التستوستيرون بين نحو 300 و1,000 نانوغرام لكل ديسيلتر من الدم. وغالبا لا تؤثر التقلبات البسيطة ضمن هذا النطاق في الرغبة الجنسية أو المزاج أو الحيوية. وتظهر الأعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية، أو التعب، أو فقدان الكتلة العضلية عادةً فقط عندما تنخفض المستويات بشكل مستمر إلى أقل من 300، وهي حالة تُعرف باسم قصور الغدد التناسلية.
ويبدأ هرمون التستوستيرون بالانخفاض طبيعيًا مع التقدم في العمر، عادةً ابتداءً من سن الأربعين، بمعدل يقارب 1 في المئة سنويًا. ويُسرّع اكتساب الوزن هذا الانخفاض، ما يجعل السمنة من أكثر أسباب انخفاض التستوستيرون شيوعًا. لذلك، يمكن للرجال الذين يعانون من زيادة الوزن رفع مستوياتهم عبر تقليل السعرات الحرارية وفقدان الوزن، بغض النظر عن نوع الحمية المتّبعة.
وأظهرت الدراسات التي بحثت العلاقة بين النظام الغذائي والتستوستيرون نتائج متباينة ومحدودة التأثير. فقد وجدت بعض الأبحاث أن الرجال الذين يتبعون أنظمة غذائية أعلى بالدهون لديهم مستويات أعلى قليلًا من التستوستيرون مقارنةً بمن يتبعون أنظمة قليلة الدهون أو نباتية. وأظهرت دراسات صغيرة زيادات تتراوح بين 60 و120 نقطة مع الأنظمة عالية الدهون أو الكيتونية، في حين ارتبطت الأنظمة قليلة الدهون بانخفاضات طفيفة. ومع ذلك، بقيت هذه التغييرات ضمن المعدل الطبيعي ولم تكن كافية لإحداث تحسّن ملحوظ في الرغبة الجنسية أو القوة.
الدهون والكربوهيدرات
ويحذّر الخبراء من أن دراسات الحمية معقّدة، لأن تغيير عنصر واحد مثل الدهون يؤثر في استهلاك الكربوهيدرات والبروتين والعناصر الدقيقة الأخرى. كما قد تلعب عوامل نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة، والنوم، والتوتر، واستهلاك الكحول، دورا أكبر. وغالبا ما يبدأ الرجال الذين يتبعون أنظمة غذائية خاصة بممارسة الرياضة أكثر وتقليل شرب الكحول، وهما عاملان قد يرفعان التستوستيرون بحد ذاتهما.
ماذا عن الصويا؟
أما المخاوف من أن الصويا تخفّض التستوستيرون فليست مدعومة بالأدلة العلمية، إلا في حالات نادرة من الاستهلاك المفرط جدًا. كما أن الإفراط المزمن في شرب الكحول يمكن أن يخفض التستوستيرون، في حين أن الشرب العرضي له تأثير مؤقت فقط.
وفي المقابل، فإن التقييد الشديد للسعرات الحرارية، أو الإفراط في التمارين، أو التوتر المزمن قد يثبط إنتاج التستوستيرون، خاصة لدى الرجال الذين يسعون إلى النحافة المفرطة.
في النهاية، بالنسبة للرجال الأصحاء ذوي الوزن الطبيعي، فإن تعديل أطعمة معينة أو تركيب النظام الغذائي ليس وسيلة فعّالة لرفع التستوستيرون بشكل كبير. ويظل الحفاظ على نظام غذائي متوازن، ووزن صحي، ونشاط بدني منتظم، ونوم كافٍ، النهج الأكثر موثوقية.