مع تزايد شعبية أدوية التخسيس مثل "ويغوفي" و"مونجاررو"، بدأ خبراء التحذير من تأثير جانبي غير متوقع: انخفاض الرغبة الجنسية؛ فهذه الأدوية، التي طُوّرت في الأصل لعلاج مرض السكري، تعمل عن طريق محاكاة هرمون يُفرز في الأمعاء يُعرف باسم GLP-1، يقلل الشهية ويساعد على فقدان الوزن بسرعة، إلا أن دراسات جديدة تشير إلى أن تأثيرها في كيمياء الدماغ قد يصل أيضًا إلى الدافع الجنسي.
وبينما تم توثيق آثار جانبية شائعة، مثل الغثيان، والإمساك، والإرهاق، يحذر الأطباء الآن من أن هذه الأدوية قد تقلل الرغبة الجنسية بسبب تأثيرها في الدوبامين، وهو مادة كيميائية في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالمكافأة والمتعة.
وأوضح الدكتور ريان سلطان، أستاذ مساعد في الطب النفسي السريري بجامعة كولومبيا، لصحيفة "ديلي ميل"، أن "الدوائر العصبية المسؤولة عن الطعام والجنس متداخلة، لذا فإن كبح الشهية قد يؤثر أيضًا في الرغبة الجنسية".
بدورها، أضافت الدكتورة برونوين هولمز، متخصصة في الهرمونات بإحدى عيادات التخسيس الأمريكية، أن هذه الأدوية تُضعف إشارات المكافأة المدفوعة بالدوبامين، مما يقلل من الرغبة في الطعام، لكنه قد يؤثر أيضًا في الرغبة الجنسية أو حتى في تعاطي الكحول. وأشارت إلى أن هذه الآثار تكون غالبًا قابلة للعكس بعد التوقف عن تناول الدواء، لكن مدة التعافي تختلف حسب كل حالة.
وكشفت دراسة بريطانية نُشرت في QJM أن هذه الأدوية يمكن أن تؤثر في وظائف الدماغ واتخاذ القرار، نتيجة لتقليل السعرات الحرارية وتأثير GLP-1 على الدماغ. ورغم غياب دراسات واسعة النطاق، تتزايد الأدلة القصصية على هذه الظاهرة.
البروفيسور كنت بيريدج، من جامعة ميشيغان، أكد أن تقليل نشاط الدوبامين قد يُضعف "القمم الطبيعية" للشعور بالمكافأة مثل الرغبة الجنسية، ما يفسر انخفاض الدافع الجنسي.
ومع استخدام أكثر من نصف مليون مريض في بريطانيا، وملايين آخرين في الولايات المتحدة لهذه الأدوية، يرى الخبراء ضرورة التوعية بهذه الآثار، خاصة وسط قلق متزايد بشأن تراجع النشاط الجنسي عالميًا، رغم فوائده الصحية المعروفة.