كشفت دراسة حديثة أن أكثر من ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا يعانون من مستويات مرتفعة من الشعور بالوحدة، رغم انخراطهم اليومي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الدراسة التي أعدّتها جامعة "سوينبورن" الأسترالية بالتعاون مع مؤسسة "فيك هيلث"، أن الاتصال المستمر عبر التطبيقات والمنصات الرقمية لا يعوّض العلاقات الإنسانية الحقيقية، بل قد يسهم في تعميق الشعور بالعزلة، وفق ما أوردته صحيفة "هندوسيان تايمز" الهندية.
وأرجعت الأخصائية النفسية السريرية، الدكتورة سيمران أغروال، هذا التناقض إلى التأثيرات النفسية للهواتف الذكية، التي تُحفّز نظام المكافأة في الدماغ من خلال الدوبامين، مما يجعل المستخدمين يدمنون على التفاعل السريع والفوري، كالإعجابات والتنبيهات، ويبتعدون عن العلاقات التي تتطلب وقتًا وجهدًا ومواجهة مشاعر معقدة.
وأضافت أغروال أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يسهم في تراجع قدرة الشباب على التواصل العميق وبناء الثقة، ويُعزز الميل إلى تجنّب الصمت والغموض، وهما عنصران جوهريان في تكوين الروابط العاطفية الحقيقية.
كما أشارت إلى أن ثقافة المقارنة المستمرة عبر المنصات الرقمية، حيث يعرض المستخدمون نسخًا محسّنة من حياتهم، تؤدي إلى تقويض احترام الذات لدى الآخرين، وتزيد من مشاعر القلق والانعزال.
وفي سياق متصل، حذّرت أغروال من أن التفاعل السطحي عبر الإنترنت لا يوفّر الدعم العاطفي الحقيقي، مؤكدة أن كثيرين "متصلون دائمًا، لكنهم لا يجدون من يستمع إليهم بصدق عند الحاجة".
وشددت أغروال على ضرورة استخدام التكنولوجيا بوعي، داعية إلى تخصيص وقت للتواصل الإنساني الحقيقي، بعيدًا عن الشاشات، واستبدال التفاعل الرقمي بعلاقات أكثر صدقًا وعمقًا.