رغم لجوء البعض إلى التعرق أو ممارسة الرياضة كوسيلة لمحاولة التخلص من نزلات البرد سريعًا، يؤكد الخبراء في مجال الصحة أنه لا توجد طريقة للشفاء الفوري من الزكام، وأن الإصابة تحتاج إلى فترة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام ليتمكن الجهاز المناعي من القضاء على الفيروس المسبب، وأبرزها فيروس الراينوفيروس.
وبحسب الأطباء، فإن ارتفاع حرارة الجسم الناتج عن التمارين أو التعرّق لا يسهم في وقف نشاط الفيروسات، رغم انتشار اعتقاد غير مثبت علميًّا بأن الحرارة قد تقلل تكاثر الفيروس.
ويشير المختصون لموقع verywellhealth إلى أن الحمى الخفيفة التي تصيب الجسم خلال المرض هي جزء من استجابة الجهاز المناعي، ولا يمكن الاعتماد على افتعال هذه الحالة لتحقيق التعافي السريع.
في المقابل، توجد بعض الوسائل التي تساعد على تخفيف أعراض الزكام، مثل استنشاق الهواء الدافئ والرطب عبر بخار الاستحمام أو أجهزة الترطيب المنزلية، إذ تسهم في تخفيف انسداد الأنف والاحتقان. بينما لا تزال الدراسات المتوفرة حول فائدة الساونا في علاج أو الوقاية من نزلات البرد غير كافية لإثبات أي تأثير مباشر.
كما قد تمنح ممارسة الرياضة الخفيفة، كالمشي، شعورًا مؤقتًا بتحسن التنفس نتيجة زيادة تدفق الدم، إلا أن الخبراء يشددون على ضرورة تجنب المجهود الزائد خلال فترة المرض، لأن الراحة تبقى عاملاً أساسيًّا في دعم عملية الشفاء. وينصح كذلك بتجنب ارتياد الصالات الرياضية أو الأماكن العامة للحيلولة دون نقل العدوى.
وتظهر أعراض نزلات البرد عادة عبر ثلاث مراحل: مرحلة مبكرة تبدأ بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس، تليها المرحلة النشطة التي تشهد ذروة الأعراض، مثل: السعال والرشح والإرهاق، ثم مرحلة الأعراض المتبقية التي قد تستمر حتى عشرة أيام، مع احتمالية بقاء السعال لفترة أطول.
ويؤكد الأطباء أن لا علاج يختصر مدة الإصابة، بينما تبقى الإجراءات الداعمة مثل الإكثار من السوائل، والراحة، وترطيب الهواء، والامتناع عن التدخين، الوسائل الأكثر فاعلية للتخفيف من حدة الأعراض. كما يمكن استخدام بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، كمسكنات الالتهاب ومضادات الاحتقان، بشرط الالتزام بالتوجيهات الصحية.
ويُنصح بمراجعة الطبيب عند ظهور أعراض شديدة، مثل: صعوبة التنفس أو الحمى المرتفعة، أو في حال استمرار السعال لفترة طويلة، خاصة لدى المرضى المصابين بأمراض مزمنة.