تشهد منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً متزايداً لحديث المراهقين والشباب في العشرينيات عن مستويات التستوستيرون. وتنتشر اتجاهات مثل "تعظيم التستوستيرون"، والتي تعتمد على رفع الهرمون طبيعياً عبر الطعام والتمارين والمكملات، فيما يروّج بعض المؤثرين للعلاج التعويضي بالتستوستيرون (TRT) كطريقة سريعة لزيادة الطاقة والعضلات والثقة بالنفس. وقد خلق هذا الانطباع بأن جيلاً كاملاً من الشباب يواجه أزمة هرمونية غير مسبوقة.
انخفاض عالمي في التستوستيرون
ووفقا لموقع :ناشونال جيوغرافيك" هناك جزء من الحقيقة خلف هذه المخاوف؛ فقد أظهرت الأبحاث أن متوسط مستويات التستوستيرون لدى الرجال انخفض خلال العقدين الأخيرين. ويشير طبيب المسالك البولية جاستن هومان من مركز سيدرز-سيناي إلى أن أسلوب الحياة الحديث، قلة الحركة، الطعام المصنع، والضغط المستمر، يُسهِم في انخفاض مستويات الهرمون لدى الشباب.
ومع ذلك يؤكد الخبراء أن الصورة على الإنترنت مبسّطة ومضلّلة، وأن معظم الشباب ما زالوا ضمن الحدود الصحية للتستوستيرون.
وتاريخياً، كان العلاج التعويضي بالتستوستيرون يُمنح فقط لحالات طبية محددة منذ خمسينيات القرن الماضي، مثل مرضى سرطان الخصية أو من يعانون من قصور الغدد التناسلية منذ الولادة. ومع زيادة فهم الانخفاض الطبيعي للتستوستيرون بعد سن الثلاثين، بدأ المزيد من الرجال الأكبر عمراً يطلبون العلاج.
أما بالنسبة للرجال تحت سن الثلاثين، فالوضع مختلف؛ فالإحصائية المتداولة التي تقول إن 20% من الرجال بين 15 و39 يعانون من انخفاض الهرمون تُعَد مضلِّلة؛ لأنها تجمع المراهقين مع رجال في أواخر الثلاثينيات. ويقدّر هومان أن النسبة الحقيقية لمن لديهم نقص بين الشباب قد تكون 10–15% فقط.
أزمة التستوستيرون وهوس الهرمونات
وتُعرّف الجمعية الأميركية للمسالك البولية مستوى التستوستيرون المنخفض بأنه أقل من 300 نانوغرام/ديسيلتر، وهو مستوى قد يؤثر في القلب والمزاج والطاقة والوظيفة الجنسية وكثافة العظام. وعند الحاجة الطبية، يهدف العلاج إلى رفع المستويات إلى حدودها الطبيعية المتوسطة (450–600 نانوغرام/ديسيلتر) دون تجاوز ما ينتجه الجسم عادة. ويمكن أن يكون للعلاج فوائد كبيرة عندما يُستخدم بشكل مناسب.
لكن العديد من الشباب اليوم يسعون إلى TRT لأغراض تعزيز الأداء وليس لعلاج مشكلة حقيقية، مدفوعين بادعاءات المؤثرين حول تحسين الطاقة أو نتائج التمارين. وتشير الأبحاث إلى أن وصفات TRT تضاعفت ثلاث مرات خلال العقد الماضي، وأن كثيراً من المرضى يحصلون عليه رغم مستوياتهم الطبيعية، وأحياناً دون إجراء فحوصات كافية.
ويحذر الخبراء من أن استخدام TRT دون حاجة طبية قد يخلّ بشكل دائم بقدرة الجسم الطبيعية على إنتاج الهرمون، مؤكدين ضرورة الاعتماد على الاستشارة الطبية لا على محتوى الإنترنت.