بين الحين والآخر، تمر أيام نشعر فيها بالتوتر والانفعال. وكل ما نريده هو الهروب، والتوقف، والهدوء، والتنفس.
وفي هذه اللحظات، من الضروري أن نعرف كيف نوفر لأنفسنا مساحةً آمنةً عاطفيًا، مكانًا نسترخي فيه على راحتنا، دون أي ضجيج.
وفي مقابلة مع HT Lifestyle، شارك الدكتور تونموي شارما، طبيب نفسي ومؤسس Merlin Health، كيف أن إنشاء مساحة آمنة عاطفياً خاصة بك يمكن أن يكون شكلاً قوياً ومُمكناً للعناية الذاتية.
وشارك الدكتور تونموي شارما شرحًا مفصلاً لكيفية إنشاء مساحتك العاطفية لنفسك، خطوة بخطوة:
تبدأ المساحة العاطفية بالحدود. في بعض الأحيان، قد يعني هذا الابتعاد عن الأشخاص الذين يستنزفون طاقتك أو يقللون من شأن عواطفك.
سواء كان ذلك زاوية في غرفة نومك أو مكانًا في حديقتك، فإن محيطك يمكن أن يهدئك أو يحركك.
املأ تلك المساحة بأشياء تُهدئك: إضاءة خافتة، رائحة مُفضّلة، كتاب يُشعرك بالدفء. اجعلها ملكك، مكانًا يتلاشى فيه ضجيج العالم، ويكفي فيه وجودك.
لكن الأهم من ذلك هو المناخ العاطفي الذي تُنمّيه. غالبًا ما ننتظر من شخص آخر أن يُطمئننا، ليقول: "أنت بخير". ولكن ماذا لو قلتها لنفسك؟ من خلال تدوين اليوميات، يمكنك التعبير عما يُثقلك.
بنفس القدر من القوة، طريقة حديثك مع نفسك. عندما تحدث أخطاء أو تشعر بثقل الأيام، غيّر حوارك الداخلي. بدلًا من قول: "لا أستطيع التعامل مع هذا"، جرب قول: "هذا صعب، لكنني سأظهر على أي حال". صوت اللطف لا يُشعرك بالراحة فحسب، بل يُصبح أساسًا لمساحتك الآمنة.
يبتكر بعض الأشخاص كلمات طقسية مثل "إعادة الضبط" أو "الوقت المستقطع" لمساعدتهم على إعادة التركيز.
عندما يشتت ذهنك، فإن ترسيخ نفسك بالتنفس أو اللمس أو تسمية ما تراه وتسمعه قد يعيدك إلى اللحظة الراهنة. هذه الأفعال الصغيرة من اليقظة الذهنية تُصبح مراسي عندما تشعر بأن كل شيء آخر قد انحرف.
إن امتلاك مجموعة أدوات إسعافات أولية عاطفية شخصية، سواء كانت رقمية أو مادية، يمكن أن يوفر لك الراحة.
ربما تكون قائمة أغانٍ تُبهجك، أو رسائل كتبتها لنفسك في أوقات عصيبة. أو ربما اقتباسًا يُذكرك بأن هذا أيضًا سيمضي. مهما كان ما يُريحك، فاحتفظ به في مساحتك العاطفية.