logo
منوعات

الإساءة العاطفية.. أخطار خفية وآثار بعيدة المدى

الإساءة العاطفية.. أخطار خفية وآثار بعيدة المدى
تعبيرية
13 مايو 2025، 9:13 م

عند الحديث عن الإساءة، قد يتبادر إلى الذهن الإساءة الجسدية أو اللفظية أو الجنسية، لكن "الإساءة العاطفية" تبقى شكلًا من أشكال الإساءة الأقل اعترافًا، رغم أنها لا تقل ضررًا.

وبحسب تقرير نشره موقع "يو إس إيه توداي"، يؤكد الخبراء أن الإساءة العاطفية قد تكون أكثر صعوبة في التعرف عليها، لكنها تترك آثارًا نفسية عميقة على من يعانون منها.

ما هي الإساءة العاطفية؟

الإساءة العاطفية هي نوع من الإساءة النفسية، وتتمثل في استخدام أساليب غير جسدية لإيذاء أو تخويف أو عزل شخص ما، غالبًا بهدف ممارسة السيطرة أو السلطة عليه.

وتقول جوانيتا غيرا، وهي طبيبة نفسية سريرية مقيمة في نيو روشيل، نيويورك، إن الهدف من الإساءة العاطفية هو التلاعب بمشاعر الشخص بهدف تقليل قيمته الذاتية والتأثير على تصرفاته.

أخبار ذات علاقة

العلاج بالقراءة (تعبيرية)

العلاج بالقراءة.. كيف يساهم الأدب في تعزيز الصحة النفسية؟

يمكن أن تتسبب هذه الإساءة في أضرار قصيرة وطويلة المدى، مثل التأثير على التطور العاطفي والاجتماعي، وانخفاض احترام الذات، وصعوبات في البيئة الأكاديمية والمهنية.

كما قد يعاني الضحايا من حالات صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الأكل، والإيذاء الذاتي، وفقًا لنادين كاسلو، أستاذة الطب النفسي وعلم السلوك في جامعة إيموري.

وفي بعض الحالات، يمكن أن تظهر الإساءة العاطفية بأعراض جسدية مثل الصداع أو القرحة أو الأرق، وفقًا لما ذكرته ليزا إليوت، وهي اختصاصية نفسية مرخصة ومديرة عيادة في مركز كوك لصحة الأطفال السلوكية في دينتون، تكساس.

ويمكن للإساءة العاطفية أن تحدث في أي سياق، مثل العلاقات، والمدارس، وأماكن العمل، وحتى عبر الإنترنت.

ومع ذلك، فإن الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن أو الأفراد الذين لديهم تاريخ من الصدمات النفسية هم الأكثر عرضة لتأثيراتها.

كيف نميز الإساءة العاطفية؟

يمكن أن تكون الإساءة العاطفية خفية، وغالبًا ما تبقى غير مرئية حتى يصبح الضحية في حالة من الضيق العاطفي الكبير.

أخبار ذات علاقة

أشخاص يمارسون رياضة المشي في الطبيعة

كيف تساهم "أنشطة الطبيعة" في تعزيز الصحة النفسية؟

وتشمل العلامات الشائعة الإساءة اللفظية، والانتقاد المستمر، والشتائم، واستخدام مشاعر الذنب أو العار أو اللوم للتلاعب بالضحية.

وفي الأشكال الأكثر خفاءً، قد يتجنب المعتدي إظهار المودة أو الموافقة، أو يتجاهل الضحية، أو يستخدم تقنيات مثل "التلاعب العقلي" أي جعل الضحية تشكك في واقعها أو إدراكها.

وفي المدارس أو البيئات الاجتماعية، قد تظهر الإساءة العاطفية في شكل استبعاد متعمد من المجموعات الاجتماعية، أو نشر الأكاذيب، أو تدمير سمعة الشخص.

كيفية التعامل مع الإساءة العاطفية

إذا كنت أنت أو شخص تعرفه يعاني من الإساءة العاطفية، يؤكد الخبراء أنه من الضروري أن يدرك الضحية أنه لا يستحق هذا النوع من المعاملة. كما ينبغي وضع حدود صحية مع المعتدي، مثل التصريح المباشر بأن سلوكه غير مقبول، بحسب جوان بروتر، وهي اختصاصية نفسية ممارِسة في نيوجيرسي.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مواقف صعبة، فإن طلب الدعم من أفراد موثوق بهم مثل الآباء والمعلمين أو المستشارين يعد أمرًا حاسمًا.

أخبار ذات علاقة

شخص يستخدم الهاتف

ما تأثير مقاطع "الريلز" على الصحة النفسية؟

وتوصي إليوت بأن يستشير الآباء الذين يعاني أطفالهم من الإساءة العاطفية أطباءهم أو أطباء الأطفال للحصول على إرشادات بشأن كيفية الحصول على خدمات العلاج.

كما تنصح كاسلو بالتركيز على التعافي عن طريق إنشاء روتين رعاية ذاتية، والابتعاد عن المعتدي عندما يكون ذلك ممكنًا. ويتطلب التعافي من الإساءة العاطفية الاعتراف بأن التغيير ممكن فقط إذا اختار المعتدي طلب المساعدة.

إلى جانب ذلك، يتطلب التعافي من الإساءة العاطفية الصبر والعناية الذاتية وبيئة داعمة. يمكن أن يساعد محيط الشخص بالإيجابيات، والمشاركة في الأنشطة التي تعزز قيمته الذاتية، والحصول على الدعم المهني في تسريع عملية الشفاء.

وتؤكد بروتر أنه باستخدام الأدوات الصحيحة والدعم المناسب، يمكن لضحايا الإساءة العاطفية الشفاء والتغلب على صدمة التجربة المؤلمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC