تعد القدرة على التعبير عن المشاعر بوضوح عاملاً أساساً في النمو العاطفي والاجتماعي للطفل، حيث تساعده على بناء علاقات صحية والتعامل مع التحديات بطريقة إيجابية.
ولكن في السنوات الأولى من العمر، قد يجد الأطفال صعوبة في وصف مشاعرهم بالكلمات، مما يجعل دور الوالدين أساساً في توجيههم وتعليمهم مهارات التعبير العاطفي.
ينصح الخبراء الأهل باستخدام كلمات واضحة عند وصف مشاعرهم أمام الطفل، مثل قول "أنا أشعر بالسعادة لأنك رتبت ألعابك" أو "أنا حزين لأننا لم نتمكن من الذهاب إلى الحديقة اليوم".
هذه الطريقة تساعد الطفل على ربط المشاعر بالكلمات، وتعلم كيفية التعبير عنها بشكل صحيح.
تعد القصص المصورة وسيلة فعالة لتعريف الأطفال بالمشاعر المختلفة، حيث يمكن للوالدين اختيار كتب تحتوي على شخصيات تواجه مواقف عاطفية متنوعة، ثم مناقشة المشاعر التي مروا بها. كما يمكن استخدام الألعاب التعبيرية، مثل تمثيل المشاعر بملامح الوجه أو استخدام الدمى لمناقشة مشاعر الشخصيات المختلفة.
ومن المهم مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره من خلال توجيه أسئلة، مثل: "هل تشعر بالغضب لأن لعبتك انكسرت؟" أو "هل أنت سعيد لأنك قابلت صديقك اليوم؟"، هذه الطريقة تعزز إدراكه العاطفي، وتجعله أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره بوضوح.
ليس كل الأطفال يستطيعون التعبير بالكلمات بسهولة، لذا يمكن تشجيعهم على استخدام الرسم أو اللعب أو حتى الموسيقى للتعبير عن مشاعرهم. على سبيل المثال، يمكن للطفل رسم ما يشعر به أو اختيار لون معين يعبر عن حالته العاطفية.
ويجب على الوالدين منح الطفل مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره دون الخوف من العقاب أو الانتقاد، حتى لو كانت مشاعره سلبية. بدلاً من ذلك، يمكن توجيهه بأسلوب هادئ وتعليمه طرقًا إيجابية للتعامل مع المشاعر القوية، مثل التنفس العميق أو البحث عن حل للمشكلة.
يساعد تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره منذ الصغر على تطوير شخصيته وبناء ثقته بنفسه، مما ينعكس إيجابياً على قدرته على التعامل مع التحديات المستقبلية بعقلانية وهدوء.
