شهد مفهوم التربية اللطيفة انتشارًا واسعًا في السنوات الأخيرة، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح محور اهتمام الخبراء في تربية الأطفال. ويرتكز هذا النهج على الاحترام والتفاهم بدلاً من العقاب، لتعزيز الأمان العاطفي والمرونة لدى الأطفال، لكن بعض الآباء يجدون صعوبة في تطبيقه.
وترى شيوما فاناوبو، مدربة الآباء والمراهقين، أن انتشار هذا الأسلوب يعود إلى توافقه مع الأبحاث الحديثة حول نمو الطفل والصحة النفسية. وتشير لورين أوكارول، مدربة التربية، إلى أن جائحة كوفيد-19 عززت الاهتمام به، حيث بحث العديد من الآباء عن أساليب تدعم الاحتياجات العاطفية للأطفال وسط الضغوط النفسية.
ورغم فوائده، إلا أن تطبيقه يمثل تحديًا لكثير من الآباء. فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2024 أن أكثر من ثلث الآباء الذين يعتمدونه يشعرون بالإرهاق والشك في قدرتهم على الالتزام بمعاييره.
وتعود هذه الصعوبات إلى عدة عوامل، من بينها:
في بعض المجتمعات، تُعتبر الطاعة والانضباط من القيم الأساسية، مما يجعل التربية اللطيفة تبدو غير مألوفة أو غير عملية.
بعض الأطفال لديهم إرادة قوية أو حساسية عالية، مما قد يجعل التعامل معهم وفق نهج هادئ ومتزن أكثر صعوبة.
يلعب مستوى التوتر والعوامل البيئية دورًا في مدى قدرة الآباء على التحلي بالهدوء عند التعامل مع أطفالهم.
قد يجد الآباء الذين نشؤوا في بيئات تربوية صارمة أو متساهلة للغاية صعوبة في تبني النهج الذي يتطلب وعيًا ذاتيًا وتعديلًا للسلوك التربوي.
تؤكد شيوما فاناوبو أن نجاح التربية اللطيفة يعتمد على المرونة والصبر، موضحة أن الهدف الأساسي لهذا النهج هو تنشئة أطفال واثقين بأنفسهم ويتمتعون بالذكاء العاطفي.
كما تشير إلى أن التعاطف مع الذات وتقبل عدم وجود أسلوب مثالي واحد يساعد الآباء على تقليل الضغوط والتكيف مع هذا النهج بسلاسة أكبر.