يشير خبراء علم النفس والسلوك إلى أن Gentle Parenting أو التربية اللطيفة تتمثل عندما يُظهر أحد الوالدين فهمًا لحالة الطفل العاطفية، ما قد يساعد الطفل على الهدوء.
ويسعى هذا النهج التربوي، حسب خبراء السلوك، لبلوغ هدف طويل المدى يتمثل في تعزيز الذكاء العاطفي للطفل.
وتكمن الفكرة في أنه مع تقدم الأطفال بالسن سوف يتعلمون التعرف على مشاعرهم الخاصة بشكل أكثر تفكيرًا والتصرف بشكل أكثر ملاءمة.
كما أثبتت الأبحاث أن الذكاء العاطفي العالي يرتبط بمشاكل عاطفية أقل وتحصيل دراسي أعلى حسب تقرير أورده موقع "كونفرزيشن".
ويوضح خبراء علم النفس أنه عندما يتعلق الأمر بالعلاقة بين الوالدين والطفل، فإن كيفية استجابة الوالدين لطفلهما أمر بالغ الأهمية.
وبعد الاستماع وتوضيح ما يشعر به الطفل، يحتاج الوالد بعد ذلك إلى البناء على ذلك لمساعدة الطفل على التفكير بهدوء وإيجابية حول المشكلة وإيجاد حل جيد.
كيفية الاستجابة للأطفال
يوضح الخبراء أن الآباء الذين يتبعون هذا الأسلوب التربوي بلغة تنمية الطفل، "يستجيبون بحساسية" لأطفالهم، سواء عندما يكون الطفل منزعجًا أو عندما يكون سعيدًا.
وأظهرت دراسة بحثية أجريت على أكثر من 1000 زوج من الأطفال والأمهات أن الأطفال الذين استجابت أمهاتهم معهم بشكل حساس في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم يتمتعون بمهارات اجتماعية أفضل في سن الـ15 وكان أداؤهم أكاديميًّا أفضل أيضًا.
ويوضح الخبراء أنه يمكن تعلم الأبوة والأمومة: ففي بحث تضمن مجموعات من الآباء والأطفال حضروا جلسة مدتها ساعتان كل أسبوع على مدار ثلاثة أشهر، تم تشجيع الآباء على النزول على الأرض للعب مع الأطفال بطريقة معينة حيث يدلون بتعليقات إيجابية على نشاط لعب الطفل ويواصلون نبرة إيجابية ويتجنبون طرح الأسئلة- الأمر الذي يقاطع اللعب التخيلي للطفل ويفرض أجندة الكبار- أدى هذا إلى تحسن في الاستجابة بحساسية من الوالدين، كما أدى إلى تحسينات دائمة في تجاوب الطفل.
ولا يقتصر الأمر فقط على هذا الشأن، فبالإضافة إلى العلاقة الحميمة التعاطفية بين الأهل والطفل التي أنشأتها الاستجابات الحساسة للطفل، يجب وضع الحدود أيضًا: حيث يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على العيش في العالم مع أشخاص آخرين والتواصل مع الأطفال والبالغين الآخرين.
كما أنهم بحاجة إلى تعلم كيفية التوافق مع القواعد المفروضة من الخارج وأن هناك عواقب إذا لم يفعلوا ذلك ويؤكد خبراء علم النفس أن الأطفال يحتاجون إلى كل من الحب والحدود في الوقت ذاته.
وضع الحدود
الحيلة هي وضع الحدود بهدوء وعدم الغضب أو الانفجار بغضب على الطفل كوالد: فغالبًا ما يكون رد الفعل المحبط دون وعي من الآباء ومرتبطًا بالطريقة التي نشأ بها الآباء أنفسهم؛ وقد لا يعرفون أي طريقة أخرى.
والخبر السار هو أن الآباء يمكنهم تعلم الانضباط الهادئ والفعال: إذا كان الوالدان يولي كل منهما الكثير من الغضب عندما يسيء الأطفال التصرف، فمن المرجح أن يستمر الأطفال في التصرف بشكل سيئ: إذ إن دافع الأطفال للشعور بالارتباط بوالديهم قوي للغاية لدرجة أنهم، خاصة في الخلفية التي لا يوجد فيها الكثير من الاهتمام، سيفضلون الانتباه السلبي من الأهل بدلأً من عدم الاهتمام بأي شيء ولذلك يصبح سوء التصرف أكثر تكرارا.
والحل هو سحب الانتباه من قبل الوالدين لفترة وجيزة عندما يسيء الأطفال التصرف، ثم الانخراط معهم بحرارة وتشجيعهم عندما يتصرفون بشكل أفضل.
في هذه المرحلة، يمكن بث المشاعر العاطفية ويجب ضبط الاستجابة المناسبة. يتطلب مثل هذا النظام البسيط القليل من التعلم حسب الخبراء، وله تأثير مذهل على تحسين السلوك.
وبالتالي، إذا تم تشجيع الأطفال وإعطاؤهم اهتمامًا دافئًا عندما يتصرفون بشكل جيد، فسوف يفعلون المزيد من ذلك.
هناك دليل جيد على أن الاستماع إلى طفلك وإظهار أنك قد فهمته يمكن أن يكون مفيدًا، طالما أن الخطوة التالية هي الاستجابة بحساسية.
وكل هذا يجب أن يكون في سياق علاقة إيجابية حيث يأخذ الوالد الوقت الكافي للاستمتاع مع أطفاله.