غالبًا ما يشعر الآباء بالإحباط لرؤية أطفالهم مدمنين على شاشاتهم، ولحل هذه المشكلة، يقدم الخبراء اقتراحات حول كيفية مساعدة الآباء لأطفالهم في التخلص من هذه العادة.
وأصبحت التكنولوجيا متشابكة بشكل مزعج مع حياتنا لدرجة أننا نصل ببطء إلى نقطة اللاعودة، لكن يبدو أن قبول هذا الواقع هو السبيل الوحيد لاحتضانه حقًا.
لكن الأطفال، على وجه الخصوص، ينجرفون وراء التكنولوجيا التي تؤدي إلى زيادة وقت الشاشة بمعدل ينذر بالخطر. فسواء كانوا منغمسين في الألعاب أو التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الاستخدام المفرط للهاتف يفرض ضريبة كبيرة على صحتهم العقلية والجسدية.
وعلى الرغم من هذه الأنماط غير الصحية للاستهلاك الرقمي، فإن العديد من الأطفال يستمرون في هذا السلوك؛ إذن، كيف يجب التعامل مع هذا الموقف؟ وهل يجب أخذ الهاتف بعيدًا بالقوة أم هناك طرق أخرى يجب اتباعها؟
إن محاولة قطع تدفق التكنولوجيا تمامًا ليست مفيدة؛ فالشاشات والأجهزة جزء لا مفر منه من الحياة الحديثة؛ والهدف ليس الإقصاء، بل التوازن ومساعدة الأطفال على التنقل في هذا التيار الرقمي بوعي، وضمان تعايش وقت الشاشة مع جوانب أخرى مثرية من الحياة مثل المدرسة والهوايات واللعب في الهواء الطلق، والاتصالات وجهاً لوجه.
في هذا السياق، يوصي الخبراء ببعض الاقتراحات التي تمكن الآباء من مساعدة أطفالهم في بناء علاقة صحية مع الشاشات. ومن هذه الاقتراحات:
مناطق خالية من الشاشات: من المهم إنشاء مناطق خالية من الشاشات وتحديد مساحات مقصودة في منزلك حيث تظل الشاشات خارج نطاق الرؤية، مما يجعل فصل الأجهزة عادة طبيعية.
على سبيل المثال، أبعد الأجهزة عن طاولة الطعام لتشجيع المحادثات الحقيقية، وبعيدًا عن غرف النوم لتحسين النوم، وبعيدًا عن المساحات المشتركة لتعزيز الإبداع والتواصل.
كن قدوة: من المهم أيضًا أن يكون الأهل قدوة في الاستخدام الواعي للتكنولوجيا. فالأطفال يعكسون ما يرونه. لذا إذا كنت ملتصقًا بهاتفك في أثناء العشاء أو تتصفحه في السرير، فسيقومون بالشيء نفسه.
نشاطات غير متصلة: من المهم إنشاء عادات غير متصلة بالإنترنت وتجارب مثيرة وغير متوقعة تجعل الحياة الواقعية للأطفال جذابة بنفس القدر.
على سبيل المثال، من المهم تحفيز وتشجيع الأطفال على القيام بنشاطات رياضية أو ترفيهية أو موسيقية يحبونها، تبعدهم عن الشاشات.
ابتعد عن أسلوب الأبوة القديم: ابتعد عن أسلوب الأبوة القديم الذي يتمثل بسحب الشاشة بعيدًا. بل استخدم انتقالًا تدريجيًا.
على سبيل المثال، بدلاً من "توقف الآن!" قل، "اختر نقطة توقفك: دقيقتان أم خمس؟" يمنح هذا القرار الصغير الأطفال شعورًا بالسيطرة، مما يقلل من المقاومة.
مقايضة وقت الشاشة: بدلاً من وضع حدود ثابتة، دع الأطفال يكسبون وقت الشاشة من خلال أنشطة العالم الحقيقي.
على سبيل المثال، 30 دقيقة من اللعب في الهواء الطلق تعادل 30 دقيقة من الألعاب. القراءة أو الكتابة لمدة 20 دقيقة تعادل 20 دقيقة إضافية من وقت الشاشة؛ وهذا يعيد صياغة وقت الشاشة كشيء يديره الأطفال عبر القيام بنشاط في العالم الحقيقي.
في الختام، لا بد من الإشارة إلى أنه في العالم الرقمي، أصبح الالتصاق بالشاشات أمرًا لا مفر منه؛ لذا يجب على الآباء تغيير وجهات نظرهم والتوقف عن التعامل مع الشاشات كأعداء وإرغام الأطفال على التخلي عنها.
فباستخدام بعض التقنيات اليقظة، مثل تلك التي ذكرناها، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم وتوجيههم نحو التعايش المتناغم مع الشاشات بطريقة صحية.
