عندما ينام طفلك الصغير في منتصف النهار، قد يكون ذلك الوقت الوحيد الذي تستطيعين فيه الاسترخاء أو إنجاز بعض المهام المنزلية.
لكن بينما تعتقدين أن صغيرك يستعيد طاقته لجولة جديدة من اللعب، فإن لقيلولته تأثيراً أعمق مما تتصورين.
أهمية قيلولة الأطفال
تلعب القيلولة دوراً أساسياً في منع الطفل من الشعور بالإرهاق والتعب الزائد، ما يجعله أقل عرضة للانزعاج وفرط التحفيز. ومع ذلك، كشف العلماء عن سبب آخر يجعل النوم خلال النهار ضرورياً للأطفال.
ويحتاج حديثو الولادة إلى ما يصل إلى 8 ساعات من النوم خلال النهار، موزعة على عدة قيلولات، بينما يحتاج الأطفال الصغار إلى ما مجموعه 12 إلى 15 ساعة من النوم يومياً، بما يشمل نوم الليل بالإضافة إلى قيلولة أو اثنتين خلال النهار.
ما الذي يحدث أثناء القيلولة؟
توضح ريبيكا سبنسر، اختصاصية علم الأعصاب الإدراكي في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، أن النوم يلعب دوراً مهماً في معالجة المعلومات الجديدة التي يتعلمها الطفل يومياً.
وتقول إن "كل الأشياء الجديدة التي يواجهها الطفل خلال اليوم تُخزَّن مؤقتاً في الدماغ قبل أن يتم تصنيفها في القشرة الدماغية أثناء النوم، حيث يتم ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة لتعزيز الفهم والذاكرة".
فعلى سبيل المثال، إذا تعلّم الطفل أن جدته كانت راقصة باليه، وكان يعرف بالفعل أنها تحب الحياكة، فإن دماغه يربط بين هذه المعلومات لتكوين صورة متكاملة عنها، ما يساعده على استرجاع الذكريات بسهولة أكبر.
ووفقاً لمقال في Harvard Medicine، فإن القيلولة تُعزز الذاكرة لدى الأطفال، حيث أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين ينامون بعد تعلّم كلمات جديدة يتمكنون من تذكرها بنسبة 80 % مقارنةً بأقرانهم الذين لم يأخذوا قيلولة.
متى يتوقف الطفل عن الحاجة إلى القيلولة؟
وتجري سبنسر حالياً بحثاً لاختبار فرضية أن الأطفال يصبحون مستعدين للتوقف عن القيلولة، عندما تصبح أدمغتهم قادرة على تخزين جميع المعلومات المكتسبة خلال النهار حتى موعد النوم الليلي.
وقد حصلت الباحثة على تمويل بقيمة 6.7 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) لإجراء دراستين طويلتي الأمد تتبعان تطور دماغ الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة، بهدف تأكيد دور القيلولة في مراحل الحياة المبكرة.
باختصار، القيلولة ليست مجرد وسيلة لراحة الطفل، بل هي مفتاح أساسي لتعزيز الذاكرة والتعلم في هذه المرحلة العمرية.