المستشار الألماني: سنزيد الضغط عبر العقوبات إذا واصلت روسيا المماطلة بشأن وقف إطلاق النار
أظهرت الدراسات السابقة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تُخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء؛ ما يُسبب التهابًا قد يُسبب مجموعة من المضاعفات الصحية، بما في ذلك مشاكل في نشاط الدماغ.
وفي هذا الإطار، أجرى خبراء من كلية كينغز لندن دراسةً بشأن تأثير ذلك في خطر الإصابة بمرض باركنسون، الذي يُسبب تدهورًا إدراكيًّا ومشاكل في الحركة بسبب موت الخلايا العصبية في الدماغ.
ودرس الباحثون حالة 88 مشاركًا مصابًا بمرض باركنسون، ووجدوا أن ميكروبيوم الأمعاء لديهم - وهو مجموعة البكتيريا "النافعة" التي تعيش في الأمعاء وتتواصل مع الدماغ - أقل تنوعًا من ميكروبيوم الأصحاء.
كما لوحظت لديهم مستويات أعلى من البكتيريا الضارة في أمعائهم، والتي ارتبطت بهذا المرض التنكسي.
ومن المثير للاهتمام أن تجاربهم أظهرت أيضًا أن اتباع روتين جيد ومنتظم لنظافة الفم قد يقي من هذا المرض.
ويرجع ذلك إلى أن البكتيريا الضارة الموجودة في الفم يمكن أن تنتقل إلى الأمعاء، حيث تؤثر سلبًا في بقية الجسم، بحسبهم.
وفي دراسة نُشرت في مجلة "Gut Microbes"، أشار باحثون إلى أن تغيرًا ملحوظًا في البكتيريا الموجودة في الأمعاء والفم قد يُعزز الالتهاب؛ ما يُلحق الضرر بالخلايا العصبية في الدماغ المُنتجة للدوبامين، وهو ناقل عصبي يؤثر في الحركة والمزاج، ويفتقر إليه مرضى باركنسون.
ووجدوا أن المرضى الذين يعانون ضعفًا إدراكيًّا خفيفًا لديهم بكتيريا ضارة أكثر في الأمعاء؛ ما قد يُلحق الضرر بالخلايا العصبية المُنتجة للدوبامين في الدماغ.
ويعد مرض باركنسون، اضطرابًا حركيًّا تدريجيًّا، حيث لا يستطيع الدماغ إنتاج ما يكفي من الدوبامين، وهو ناقل عصبي يتحكم في الحركة.
يؤدي نقص الدوبامين إلى مشاكل، مثل: الرعشة، والسقوط، ويمكن أن يُسهم في تغيرات معرفية.
وفي الدراسة، أُخذت عينات من اللعاب والبراز من مجموعتين من مرضى باركنسون، حيث أظهر 41 منهم علامات ضعف إدراكي خفيف، بينما عانى 47 منهم أعراضًا إدراكية واضحة، تُشبه أعراض الخرف. كما ضمت الدراسة 26 مشاركًا سليمًا لم يُشخَصوا بمرض باركنسون.
ووجد الباحثون انخفاضًا في مستويات ثلاثة أنواع من البكتيريا المفيدة لدى مرضى باركنسون، بما في ذلك نوعان معروفان بوقايتهما من الخرف.
وأضاف الباحثون أن انخفاض مستويات بكتيريا "باكتيرويديز يونيفورميس"، وهي نوع آخر من البكتيريا المرتبطة بمرض باركنسون والخرف، قد يكون مؤشرًا على نقص الدوبامين.
وجدوا أيضًا أن هجرة البكتيريا الموجودة عادةً في الفم إلى الأمعاء قد تُشكل عامل خطر للإصابة بمرض باركنسون. ومع ذلك، أقرّ الباحثون بتقصيرهم في مراعاة عوامل نمط الحياة الأخرى - مثل النظام الغذائي، والتوتر، والنوم، وممارسة الرياضة - المعروفة بتأثيرها في ميكروبيوم الأمعاء.
ووفقًا لمؤسسة باركنسون، تُعد مشاكل الجهاز الهضمي من أكثر أعراض مرض باركنسون شيوعًا، حيث يُصيب الإمساك ما يصل إلى 70% من المُشخَّصين.
غالبًا ما يبدأ هذا العرض قبل ظهور تأخر الحركة وغيرها من العلامات المبكرة للمرض. في حين أن الأبحاث المتعلقة بمرض باركنسون والأمعاء لا تزال في بداياتها، فقد أُشير منذ فترة طويلة إلى أن نشاط الأمعاء يؤثر في الدماغ.
وأوضح فريدريك كلاسن، الباحث في مجال الميكروبيوم والمؤلف المشارك للدراسة في كلية كينغز كوليدج لندن، أنه "يمكن استخدام هذه السموم كعلامات بيولوجية لتحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون".
وأضاف: "في المستقبل، قد تكون هذه السموم أيضًا أهدافًا لعلاجات جديدة تحمي الدماغ من خلال تغيير بيئة الأمعاء".
تأتي هذه النتائج في الوقت الذي اكتشف فيه علماء صينيون أن من يتناولون بانتظام أطعمة فائقة المعالجة معرضون لخطر الإصابة بمرض باركنسون بما يقارب ثلاثة أضعاف.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يتناولون 11 حصة أو أكثر من الأطعمة فائقة المعالجة يوميًّا - مثل التوابل السكرية والحلويات واللحوم المصنعة - كانوا أكثر عرضة بمرتين ونصف المرة لظهور العلامات المبكرة لهذا المرض التنكسي.
ويعتقد الباحثون أن المواد المضافة في الأطعمة فائقة المعالجة، مثل: المستحلبات والمحليات قد تؤدي إلى تفاعلات كيميائية تؤدي إلى إتلاف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ.