كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة جمعية الزهايمر أن الجلوس لفترات طويلة مرتبط بتدهور أسرع في وظائف الدماغ لدى كبار السن، حتى لدى من يمارسون نشاطاً بدنياً منتظماً.
فريق بحث بقيادة الاختصاصية ماريسا غوغنيات من جامعة فاندربيلت، تتبع 404 مشاركين متوسط أعمارهم 71 عاماً، لا يعانون الخرف، ضمن مشروع "ذاكرة الشيخوخة".
وقد ارتدى المشاركون أجهزة تتبع حركة لمدة 10 أيام متواصلة لرصد مستويات نشاطهم، بما في ذلك الوقت الذي يقضونه في وضعية الجلوس.
وأظهرت النتائج أن من قضوا وقتاً أطول في الجلوس سجلوا انخفاضاً واضحاً في حجم الفصوص الأمامية والجدارية للدماغ، وهي مناطق ترتبط عادة بمرض الزهايمر، كما تراجع أداؤهم في اختبارات الذاكرة وسرعة المعالجة العقلية.
اللافت أن هذا التدهور حدث رغم أن بعض المشاركين كانوا نشطين بدنياً، ما يعني أن تقليل الجلوس لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضة.
وتبين أن من جلسوا لفترات أطول شهدوا أيضاً تقلصاً أسرع في حجم الحُصين (hippocampus)، وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة.
وأشار الباحثون إلى أن نمط الحياة الخامل قد يسهم في تسارع الضمور العصبي، رغم صعوبة الجزم إن كانت قلة الحركة هي السبب أم أحد أعراض التدهور المبكر في الدماغ.
وتضمنت الدراسة مساهمات من اختصاصيين مثل أومير خان، جودي لي، كوري بولتون، أنجيلا جيفرسون وآخرين، وتدعو نتائجها العاملين في الرعاية الصحية إلى تقييم الجلوس المطوّل بقدر ما يُقيَّم النشاط البدني.