إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
صحة

ما علاقة خفض ضغط الدم بتراجع خطر الإصابة بالخرف؟

ما علاقة خفض ضغط الدم بتراجع خطر الإصابة بالخرف؟
تعبيريةالمصدر: istock
19 يونيو 2025، 5:55 ص

أظهرت دراسة موسعة حديثة من الصين أن السيطرة المكثفة على ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تقلل بشكل كبير خطر الإصابة بالخرف؛ ما يقدم دليلًا قويًّا على أن التدخل المبكر في صحة القلب والأوعية الدموية قد يساعد على الوقاية من التدهور المعرفي.

وقد نُشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine، وتتبعت ما يقارب 34 ألف شخص بالغ على مدار أربع سنوات، ضمن المرحلة الثالثة من مشروع السيطرة على ضغط الدم المرتفع في المناطق الريفية بالصين (CRHCP-3). 

واستهدفت الدراسة أشخاصًا تجاوزت أعمارهم الأربعين ويعانون ارتفاعَ ضغط الدم غير المسيطر عليه، في 326 قرية ريفية. وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، إحداهما تلقت الرعاية الطبية المعتادة، والأخرى حصلت على رعاية مكثفة لإدارة ضغط الدم قدمها عاملون صحيون مدربون من المجتمع المحلي.

أخبار ذات علاقة

عصير الرمان

شرب عصير الرمان يوميًا قد يعزز صحة القلب ويخفّض ضغط الدم

وفي نهاية الدراسة، أظهرت المجموعة التي تلقت الرعاية المكثفة انخفاضًا بنسبة 15% في خطر الإصابة بالخرف بجميع أنواعه، وانخفاضًا بنسبة 16% في خطر الإصابة بضعف إدراكي بسيط لا يُصنف بعد كخرف. 

وعند جمع الحالتين معًا، بلغ انخفاض المخاطر الإجمالي 16%. كما أسهم التدخل في خفض خطر الإصابة بالخرف أو الوفاة بنسبة 14%.

وقال البروفيسور ينغشيان سون، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: "أصبح الخرف أزمة صحة عامة عالمية بسبب انتشاره الكبير، وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة به، والأعباء المالية والعاطفية الكبيرة التي يتحملها المرضى ومقدمو الرعاية والمجتمعات“.

أخبار ذات علاقة

الأرز الأحمر الصيني

الأرز الأحمر الصيني.. السر الآسيوي لصحة القلب يكمن في "خميرته"

 

تدخل بسيط بنتائج ملموسة

حقق التدخل انخفاضات ملحوظة في قراءات ضغط الدم، حيث انخفض الضغط الانقباضي لدى مجموعة العلاج المكثف بمعدل 22 ملم زئبق، والانبساطي بمعدل 9.3 ملم زئبق، مقارنة بالمجموعة التي تلقت الرعاية العادية. وقد تم ذلك من خلال بروتوكول دوائي تدريجي نفذه مقدمو رعاية صحية من غير الأطباء، تحت إشراف طبي.

وبنهاية الدراسة، كان المشاركون في مجموعة التدخل يتناولون في المتوسط ثلاثة أدوية خافضة لضغط الدم، أبرزها حاصرات قنوات الكالسيوم (86.8%)، ومدرات البول (63.8%)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (50.3%). في المقابل، كان متوسط عدد الأدوية في مجموعة الرعاية المعتادة 1.2 فقط، مع معدلات استخدام أقل بكثير لتلك الأدوية الأساسية.

كما تفاوت مستوى الالتزام بين المجموعتين بشكل واضح؛ إذ حافظ 88% من المشاركين في مجموعة التدخل على العلاج طيلة السنوات الأربع، مقارنة بـ66% فقط في مجموعة الرعاية العادية.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

تراجع مخاطر الإصابة بالخرف بين الأجيال الحديثة

 

فوائد تتجاوز صحة الدماغ

إلى جانب المنافع المعرفية، شهدت مجموعة التدخل عددًا أقل قليلًا من حالات الاستشفاء والوفيات، دون زيادة في حالات الإغماء أو السقوط، وهي من الآثار الجانبية التي قد تثير القلق عند خفض ضغط الدم بشكل مكثف. 

ويُشار إلى أن الفوائد الوقائية لوحظت بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوزن أو مستوى خطر الإصابة بأمراض القلب؛ ما يعزز إمكانية تعميم النتائج.

وتدعم هذه النتائج ما توصلت إليه دراسات سابقة، والتي أشارت إلى وجود صلة محتملة بين السيطرة على ضغط الدم وتقليل خطر الخرف، لكنها لم تكن ذات دلالة إحصائية بسبب صغر حجم العينة وقصر مدة الدراسة.

أما الدراسة الحالية، وبفضل حجمها الكبير وتصميمها الميداني الواقعي، فتقدم دليلًا أكثر متانة وقابلية للتطبيق على أن التحكم في ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يعود بفوائد مباشرة على صحة الدماغ.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

هل تحمي مكملات الأوميغا-3 كبار السن من الخرف؟

 

دلالات صحية عالمية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعد الخرف خامس سبب رئيس للوفاة على مستوى العالم، إذ تسبب في نحو 2.4 مليون حالة وفاة في عام 2019. ويُقدّر أن نحو 57 مليون شخص يعانون الخرفَ حاليًّا، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2050، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني محدودية في الوصول إلى الرعاية الصحية.

وفي هذا السياق، تحمل نتائج دراسة CRHCP-3 دلالات مهمة لصانعي السياسات الصحية حول العالم، ولا سيما في المجتمعات المحرومة. إذ يُمكن أن يشكّل نموذج التدخل القائم على العاملين الصحيين المجتمعيين وبروتوكولات العلاج الموحدة، نموذجًا قابلًا للتطبيق في أماكن مشابهة عالميًّا.

واختتم الباحثون بالقول: "ينبغي أن يكون خفض ضغط الدم هدفًا للمرضى المصابين بارتفاع الضغط ليس فقط للوقاية من أمراض القلب، بل لحماية الوظائف الإدراكية كذلك“.

ويأمل الفريق أن تسهم أدوات المستقبل، مثل: الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الصحية واسعة النطاق في التنبؤ بمن هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف؛ ما يسمح بتدخلات وقائية مبكرة ومحددة الهدف.

ويشير نجاح التجربة في ريف الصين إلى أن استراتيجيات الوقاية من الخرف القائمة على إدارة ارتفاع ضغط الدم قد تمثل حلًّا فعالًا ومتاحًا للصحة العامة، يُسهم في تقليل عبء التدهور المعرفي على المستوى العالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC