نشر موقع ساينس أليرت نتائج دراسة حديثة تشير إلى أن الشعور بالرفاهية النفسية قد يشكل عاملًا رئيسيًا في الحفاظ على قوة الذاكرة مع التقدّم في السن.
الدراسة شملت أكثر من 10 آلاف شخص تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وتمت متابعتهم لمدة 16 عامًا، حيث خضعوا لتقييمات دورية تقيس مستوى رفاهيتهم الذاتية إلى جانب اختبارات للذاكرة.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من المشاعر الإيجابية أدّوا بشكل أفضل في اختبارات الذاكرة مع مرور الوقت.
المثير أن الباحثين لم يجدوا أدلة تدعم أن تحسّن الذاكرة يؤدي إلى رفاهية أعلى، بل ثبت أن الرفاه النفسي هو ما تنبأ بتحسّن في الأداء المعرفي مستقبلًا.
وبحسب الدراسة، فإن العلاقة بين الشعور بالرفاه والذاكرة بقيت قوية حتى بعد أخذ عوامل مثل الاكتئاب في الحسبان؛ ما يشير إلى أن الشعور الإيجابي قد يكون له تأثير مباشر على القدرات المعرفية.
رغم ذلك، أشار الباحثون إلى بعض القيود، أبرزها أن تقييم الرفاهية اعتمد على تقارير المشاركين الذاتية، ما قد يعرّض النتائج لتحيّزات شخصية. كما لا تثبت الدراسة علاقة سببية قاطعة، إذ قد تلعب عوامل أخرى مثل الدخل أو طبيعة الحياة دورًا غير مباشر.
وأوصت الدراسة بخمس استراتيجيات مدعومة علميًا لتعزيز الرفاه النفسي: تدوين مشاعر الامتنان، ممارسة اللطف، تقوية العلاقات الاجتماعية، اليقظة الذهنية، والانخراط في أنشطة تحفّز حالة "التدفّق الذهني".
ويوضح الخبراء أن الاهتمام المنتظم بالمشاعر الإيجابية لا يمنح فقط إحساسًا بالرضا، بل يُعد أيضًا استثمارًا طويل الأمد في صحة الدماغ والوظائف المعرفية.