رغم أن تنظير القولون يُعد المعيار الذهبي لتشخيص سرطان القولون، فإنه يُجرى عادةً لمن تجاوزوا سن الـ45، أو لمن لديهم تاريخ عائلي أو أعراض مقلقة مثل النزيف الشرجي.
لكن مع تزايد حالات سرطان القولون بين الشباب، بات كثيرون في العشرينيات والثلاثينيات يرغبون في الفحص، دون أن تنطبق عليهم شروط تنظير القولون.
هنا يبرز دور فحص FIT (التحليل المناعي للبراز)، الذي يُعد وسيلة بسيطة وغير جراحية للكشف المبكر عن سرطان القولون. يتم عبر جمع عينة براز في أنبوب صغير وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.
ويكشف الفحص عن وجود بروتين الهيموغلوبين البشري، ما يدل على وجود نزيف دقيق قد يكون ناجمًا عن نسيج سرطاني أو زوائد حميدة كبيرة، بحسب د. ثيودور ر. ليفين، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في "كايسر برماننت" بكاليفورنيا.
الفحص فعال للغاية" إذ يمكنه اكتشاف ما يصل إلى 84% من حالات السرطان من أول مرة، ومع التكرار، تصل النسبة إلى 75%. ومع أن النتائج الإيجابية لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد يكون السبب البواسير أو الزوائد الحميدة إلا أن د. لويجي ريتشياردييلّو من مركز إم دي أندرسون في تكساس يؤكد أن نتيجة FIT إيجابية يجب أن يتبعها تنظير قولون لتشخيص الحالة بدقة.
لكن يُحذّر الأطباء من استخدام هذا الفحص في حال وجود أعراض مثل آلام البطن المستمرة، فقدان الوزن غير المبرر أو وجود دم ظاهر في البراز، حيث يجب حينها التوجّه مباشرة لتنظير القولون.
وفي وقتٍ لا يُجري فيه سوى 70% من البالغين المؤهلين الفحوصات الدورية، يُعد FIT خيارًا عمليًّا وفعّالًا للوقاية، لا سيما لدى من يترددون أمام فكرة التخدير أو الإعداد لتنظير القولون.