logo
صحة

عوامل وراثية قد تفسر عدم فقدان الوزن رغم الحمية والرياضة

عوامل وراثية قد تفسر عدم فقدان الوزن رغم الحمية والرياضة
تعبيريةالمصدر: iStock
20 يونيو 2025، 3:08 ص

سلطت دراسة حديثة أجرتها كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة بجامعة هارفارد الضوء على دور العوامل الجينية في عرقلة فقدان الوزن، حتى لدى الأشخاص الملتزمين بأنظمة غذائية صحية.

وتُبرز النتائج أن الحمية والرياضة لا تكفيان وحدهما دائمًا لتحقيق خسارة الوزن، ما يؤكد أهمية الاعتبارات البيولوجية في مسألة السمنة.

شملت الدراسة 761 شخصًا يعانون من السمنة البطنية، خضعوا للمراقبة على مدى عامين، وتبين أن 28% منهم لم يتمكنوا من تقليل أوزانهم رغم اتباعهم برامج غذائية منظمة. إلا أن هؤلاء أظهروا تحسنات ملحوظة في مؤشرات صحية أخرى، من بينها انخفاض الكوليسترول، وتراجع الدهون الحشوية، وتحسن مستويات هرمون اللبتين المنظم للشهية.

أخبار ذات علاقة

اخطاء أثناء فقدان الوزن

5 أخطاء غذائية ترتكبها أثناء فقدان الوزن

وتم اختبار أربعة أنواع من الحميات الغذائية: قليلة الدهون، قليلة الكربوهيدرات، حمية البحر المتوسط، النسخة الخضراء منها. وبعد فترة تراوحت بين 18 و24 شهرًا، أظهر 36% من المشاركين فقدانًا مهمًا في الوزن، فيما فقد 36% وزنًا طفيفًا، بينما لم يُسجل الباقون أي خسارة تُذكر.

وأوضحت الباحثة أنات يسكولكا مير، المشرفة على الدراسة، أن فقدان الوزن ليس المعيار الوحيد لنجاح التدخلات الصحية، مضيفة أن من لم يخسروا الوزن قد حققوا فوائد استقلابية تقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة. ووصفت النتائج بأنها "رسالة أمل، لا فشل".

وأظهرت البيانات أن مقاومة فقدان الوزن كانت أكثر شيوعًا بين النساء وكبار السن، لكنهم أظهروا تحسنًا صحيًا مماثلًا لمن فقدوا وزنًا. ويرى الأطباء أن النتائج تعكس واقعًا سريريًا شائعًا.

وعلّق الدكتور فيليب رابيتو، اختصاصي الغدد الصماء، على الدراسة بقوله: "حتى مع بذل مجهود مماثل في تقييد السعرات وتغيير نمط الحياة، تختلف نتائج فقدان الوزن بسبب التباين الجيني".

وأكد الدكتور مانويل غالفاو نيتو، مدير قسم أبحاث السمنة في مركز أورلاندو الصحي، أهمية تخصيص الخطط العلاجية بناءً على الجينات، مشيرًا إلى أن الجينات تؤثر في عمليات الأيض، والشهية، وتخزين الدهون.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

أنظمة غذائية فعّالة في محاربة السمنة وارتفاع ضغط الدم

وأوضح نيتو أن بعض الأدوية الحديثة، مثل منشطات مستقبلات GLP-1، يمكن أن تعزز فقدان الوزن بنسبة تصل إلى 20% لدى من يعانون من "الدماغ الجائع"، وهو نمط جيني يُعيق كبح الشهية.

ورغم تمويل الدراسة من المؤسسة الألمانية للبحوث، أشار الباحثون إلى محدوديتها بسبب قلة عدد المشاركات من النساء، وأوصوا بإجراء دراسات مستقبلية أكثر شمولًا.

واختتم نيتو بالتأكيد أن "السمنة مرض مزمن ومعقد، لكن أدوات المعالجة الحديثة تمنحنا فرصة واقعية لتحقيق تحسّن صحي طويل الأمد، حتى لمن لا يخسرون الوزن بالمعايير التقليدية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC