قد يبدو الاستيقاظ قبل رنين المنبّه عادة مزعجة أو مجرد مصادفة، لكن أطباء حذروا من أن هذه الظاهرة قد تخفي خلفها مشكلة صحية خطيرة تتعلق بفرط نشاط الغدة الدرقية، وتؤثر مباشرة على القلب والهرمونات.
ويوضح الدكتور غوراف أغاروال، الاختصاصي في اضطرابات الهرمونات، أنّ الاستيقاظ المبكر المفاجئ، خاصة في ساعات الفجر، قد يكون ناتجاً عن إفراز مفرط لهرمونات تنشيطية تفرزها الغدة الدرقية، ما يربك إيقاع الجسم الطبيعي للنوم والاستيقاظ.
وتشير ليزا آرتيس، نائبة رئيس جمعية النوم الخيرية، إلى أنّ فرط نشاط الغدة الدرقية يؤثر على نظام الاستجابة للتوتر، ما ينعكس على جودة النوم ويؤدي إلى حالة من القلق الجسدي والنفسي تظهر على شكل يقظة مبكرة مصحوبة بعدم ارتياح.
ولا تقف المشكلة عند هذا الحد. فالأعراض المرافقة تشمل تساقط الشعر، جفاف العينين، تورّم العنق، فقدان الوزن السريع، والقلق المفرط. وإذا تُركت الحالة دون علاج، قد تترتب عليها مضاعفات خطيرة، منها هشاشة العظام واضطراب في نبض القلب قد يصل إلى فشل قلبي. أما لدى النساء الحوامل، فيرتفع خطر الإجهاض والولادة المبكرة بشكل مقلق.
أحد أبرز مسبّبات هذا الاضطراب هو داء "غريفز"، وهو مرض مناعي ذاتي يدفع الجسم لمهاجمة الغدة الدرقية، ويُعدّ التدخين والعوامل الوراثية من العوامل التي ترفع احتمالات الإصابة، لا سيّما بين النساء بعد سن الثلاثين.
وفي ضوء ذلك، ينصح الخبراء بعدم تجاهل الاستيقاظ المتكرر قبل موعد المنبّه، خصوصاً إذا تكرّر مصحوباً بأعراض أخرى. فهو قد يكون إنذاراً مبكراً من الجسم بأنّ الغدة الدرقية قد تجاوزت حدود نشاطها الطبيعي، وأن تدخلاً طبياً مبكراً قد يكون مفتاح الوقاية من مضاعفات خطيرة.