logo
بيئة ومناخ

ربيع بلا أمطار.. شبح الجفاف يخيّم على شمال أوروبا

ربيع بلا أمطار.. شبح الجفاف يخيّم على شمال أوروبا
الجفاف في شمال أوروباالمصدر: lemonde
25 مايو 2025، 7:48 م

شهدت مناطق واسعة من شمال  أوروبا جفافًا استثنائيًا خلال ربيع 2025، هو الأشد منذ أكثر من 100 عام في بعض المناطق، في ظاهرة مناخية غير مألوفة تهدد الموارد المائية وتضع الزراعة الأوروبية في مواجهة مستقبل غامض.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "لوموند الفرنسية"، فإن دولًا مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والدنمارك، والسويد، وبلجيكا، وهولندا تعاني من نقص حاد في الأمطار منذ شهر فبراير، مما تسبب في انخفاض مستويات المياه في الأنهار والخزانات، وجفاف التربة إلى مستويات صيفية في وقت مبكر من العام.

كما أصدرت السلطات في إقليم "با-دو-كاليه" شمالي فرنسا في 21 مايو قرارًا بفرض قيود على استخدام المياه، بعد أن وصل مستوى الموارد المائية إلى "حدّ حرج"، بحسب ما أفادت به السلطات المحلية. 

كما فُرضت حالة "اليقظة الجافة" في عدد من الأقاليم الأخرى، وسط مخاوف متصاعدة لدى المزارعين من تأثير هذه الظروف على المحاصيل.

وأشارت "لوموند" إلى أن الأرقام المسجلة في بعض الدول مقلقة للغاية؛ ففي الدنمارك، بلغ إجمالي الأمطار في شهري مارس وأبريل 63 ملم فقط، وهو رقم لم يُسجل مثيله منذ عام 1874 إلا في سبع مناسبات.

أما في المملكة المتحدة، فقد شهدت مناطق من لندن، وهامبشاير، ومانشستر، ويوركشاير 20 يومًا متتاليًا دون هطول أي أمطار، مع تحذيرات من وكالة البيئة البريطانية بشأن انخفاض مستويات الخزانات في الشمال الغربي إلى أدنى معدل منذ عام 1929.

وتزداد الصورة تعقيدًا في ألمانيا، حيث أكد تقرير الهيئة الوطنية للأرصاد (DWD) أن البلاد لم تتلقَّ سوى 21% من كميات الأمطار المعتادة خلال مارس، وسط تصريحات لوزير الزراعة في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن تشير إلى نقص يصل إلى 100 لتر من المياه لكل متر مربع.

أما في السويد، فقد أصدر جهاز الأبحاث الجيولوجية السويدي تحذيرًا من مخاطر تهدد الإمدادات المائية بسبب تراجع منسوب المياه الجوفية إلى مستويات "أدنى بكثير من المعتاد" في ثماني مناطق جنوبية.

وكذلك أُعلن في بلجيكا حظر مؤقت على سحب المياه من بعض المناطق في فلاندر بسبب تغلغل المياه المالحة إلى الطبقات الجوفية.

ويعود هذا الوضع غير المألوف، بحسب خبراء الأرصاد، إلى تمركز مرتفع جوي فوق شمال القارة منذ فبراير، مما حال دون مرور المنخفضات الجوية، بينما شهدت بلدان جنوبية مثل إسبانيا وإيطاليا أمطارًا غزيرة، بعضها على شكل عواصف عنيفة.

وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية أنه بالرغم من أن هذه الظاهرة لا ترتبط مباشرة بتغير المناخ وفق النماذج المناخية الحالية، إلا أن تأثير الاحترار العالمي يفاقم النتائج، ولا سيما أن ارتفاع درجات الحرارة بعدة درجات عن المعدلات المعتادة، وهبوب الرياح الجافة، ساهما في تسريع التبخر وتجفيف التربة.

أخبار ذات علاقة

البابا فرنسيس

من البيئة إلى السياسة.. البابا فرانسيس يرحل مخلّفاً وراءه إرثاً كتابياً غنياً

 بدورهم، حذّر العلماء من تكرار سيناريو عام 2018، الذي شهد انخفاضًا كبيرًا في إنتاج الحبوب والزيوت النباتية، نتيجة شحّ المياه.

 كما أشار خبراء البيئة إلى أن الممارسات الزراعية الحديثة، مثل إزالة الحواجز النباتية، واستخدام الأسمدة المعدنية، وفقدان المادة العضوية في التربة، تزيد من هشاشة النظام الزراعي الأوروبي.

ويُتوقع أن يستمر الجفاف خلال الأسابيع المقبلة، ما لم تتغير التوقعات الجوية وتعود الأمطار في الوقت المناسب لإنقاذ الموسم الزراعي الصيفي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC