شهدت جزيرة هرمز الواقعة في جنوب إيران ظاهرة طبيعية نادرة، حيث تحوّلت بعض شواطئها إلى لوحة حمراء زاهية بعد الأمطار الغزيرة الأخيرة. وجرى جرف كميات كبيرة من التربة الغنية بالمركبات المعدنية من المرتفعات نحو الساحل، ما أدى إلى تغطية الرمال والمياه الضحلة بطبقة حمراء لافتة للنظر.
وتظهر مشاهد فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أنهار من المياه المختلطة بالتربة الحمراء تنساب من المنحدرات الصخرية لتلتقي بالبحر، وهو ما وصفه بعض النشطاء بـ"شلالات الدماء"، بينما اعتبره آخرون لوحة طبيعية فنية لا تتكرر كثيرًا.
وأوضح خبراء جيولوجيون أن اللون الأحمر المميز يعود إلى احتواء تربتها على معدن الهيماتيت، أحد أشكال أكسيد الحديد، والمعروف محليًا باسم "كلك" (Gelak).
وعند هطول الأمطار، تتحرك هذه التربة من المرتفعات لتشكّل طبقة كثيفة على الرمال والمياه الضحلة، ما يمنح الشاطئ هذه الإطلالة الفريدة التي تجذب المصورين والسياح على حد سواء.
وتشتهر هرمز بلقب "جزيرة قوس قزح" بسبب تنوع معادنها، إذ تحتوي على أكثر من 70 نوعًا مختلفًا. وتُعتبر التجربة الجيولوجية والبصرية التي توفرها الجزيرة عامل جذب رئيسياً للزوار الباحثين عن مشاهد طبيعية نادرة.
ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الجانب البصري فقط، بل يمتد ثقافيًا إلى استخدام تراب "كلك" في الصناعات المحلية، مثل صناعة السيراميك والصباغة، إضافة إلى استخدامه في المطبخ التقليدي لإعداد أطباق مثل معجون السمك "سوراغ".
ورغم وجود مشاهد مماثلة حول العالم، مثل البحيرة الوردية في إسبانيا، يبقى ما تشهده هرمز مميزًا بفضل طبيعته المعدنية الفريدة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية جيولوجية بارزة في منطقة الخليج.