كشفت أبحاث حديثة أن الدببة القطبية قد تغيّر حمضها النووي استجابة لارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، ما يمثل لمحة نادرة عن التكيّف في مواجهة تغير المناخ. الدراسة، التي نُشرت الأسبوع الماضي، هي الأولى التي تظهر رابطًا إحصائيًّا بين الاحترار البيئي والتغيرات الجينية في الثدييات البرية. ورغم أن النتائج قد تبدو مبشرة، يحذر العلماء من أن مثل هذه التحولات السريعة في الحمض النووي تحدث فقط تحت ضغط بيئي شديد، مما يبرز شدة الأزمة البيئية بدلاً من تقديم حل.
ولطالما كانت الدببة القطبية رمزًا لتأثيرات تغير المناخ، حيث شكلت صورها العالقة على الجليد الذائب تذكيرًا صارخًا بفقدان المواطن الطبيعية. تقول هيلينا هورتون، مراسلة البيئة في صحيفة الغارديان: “إنها أخبار صغيرة تمنح بعض الأمل”، لكنها تؤكد أن هذه التكيفات مفروضة بفعل النشاط البشري، خاصة انبعاثات الوقود الأحفوري وتدمير المواطن الطبيعية.
وعلى مدى السنوات، أظهرت تقارير المناخ مزيجًا من الاتجاهات المشجعة والمقلقة. وتشير هورتون إلى أنه بينما توفر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والجهود الدولية لخفض الانبعاثات بصيص أمل، فإن زيادة استخدام الفحم والتراجع السياسي يخفف من التفاؤل. كما تقدم مؤشرات التنوع البيولوجي في المملكة المتحدة صورة مختلطة: فبينما تشهد بعض الأنواع، مثل السناجب الحمراء والقنادس البرية انتعاشًا، تستمر العديد من طيور البرية في التراجع، مما يشير إلى احتمالية انقراضها.
وتؤثر تغيرات المناخ أيضًا على سلوكيات وأنسجة الحيوانات. وتشمل الأمثلة ظهور الأخطبوطات في مناطق جديدة، وتطور مناقير أكبر للطيور في أستراليا، وتكيف الخفافيش لتحسين تنظيم الحرارة. يفاقم تدمير المواطن الطبيعية هذه الضغوط ويزيد من النزاعات مع البشر. وأبرزت تقارير حديثة مأساة إنسان الغابة تابانولي في إندونيسيا، حيث عانت مجموعاتهم بسبب الفيضانات وفقدان المواطن نتيجة التعدين وتأثيرات المناخ.
وتؤكد هورتون على أهمية الموازنة بين الأمل والصدق في تقارير المناخ، فرغم أن قصص التكيف مثل دراسة الدببة القطبية تقدم رؤى عن المرونة، فإنها لا تقلل من الحاجة الملحة لتقليل انبعاثات الوقود الأحفوري. ويبقى التساؤل الأكبر: هل ستتمكن الحيوانات من التكيف بسرعة كافية لمواكبة التغيرات البيئية السريعة التي تسببها البشرية؟ وفي الوقت الحالي، يبدو أن ذلك غير مرجح.
باختصار، توفر التغيرات الجينية في الدببة القطبية دليلًا علميًّا مثيرًا عن التكيف، لكنها أيضًا تذكير واقعي بتأثير الإنسان على النظم البيئية والحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة المناخ.