في قصر الرئاسة الفنزويلي، حيث تتردد أصداء الثورة البوليفارية المتآكلة، يعيش نيكولاس مادورو أخطر أيامه.
تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل العسكري لم يعد مجرد كلام، بل صار شبحا يلاحقه في كل زاوية، محولا حياته إلى لعبة قط وفأر محفوفة بالمخاطر.
ليلا، يغيّر مادورو مكان نومه، ويتخلى بسرعة عن هواتفه، ويتنقل بين ملاجئ سرية، تحسبا لأي ضربة دقيقة أو غارة محتملة..
نهاره يرقص على الإيقاعات الشعبية، ويظهر فجأة في التجمعات، ينشر مقاطع دعائية على "تيك توك" لإظهار القوة والثقة، وكأن العالم لا يلاحقه لكنه يعرف جيدا أن الخطر الأكبر قد يأتي من الداخل، من قائد عسكري قد يفتح الباب على نفسه.
لتفادي أي خيانة، يعتمد مادورو على حراسه الكوبيين وقدرات الاستخبارات الكوبية، شبكة أمان داخلية تشكل الدرع الأول أمام أي تهديد أمريكي محتمل.
وفي الوقت نفسه، يعيد هيكلة حزبه الاشتراكي الموحد، لتجديد الولاءات وإحباط أي مخططات انقلابية، مستغلا دعم الرجل الثاني في البلاد، ديوسدادو كابيو، لتأمين صفوف النظام في أصعب اللحظات.
على السطح يرقص مادورو على حافة الهاوية.. يضحك، ويرقص، ويظهر قدرته على الصمود، لكنه يعلم أن اقتصاده ينهار، وعملته تتهاوى، والملايين يفرون من بلاده.
وبينما يراقب العالم أسطول الولايات المتحدة قبالة السواحل، يبقى السؤال: هل هذه مجرد صفحة أخرى في ملحمة بقائه الاستثنائية، أم أن الطوفان الأمريكي سيقتحم كاراكاس ويكتب نهاية فصل من 12 عاما من السلطة؟
مادورو بين الرقص والاختباء، يعيش الآن زمن الصراع من أجل البقاء؛ زمن يختبر فيه الحدود الحقيقية للقوة، والشجاعة، والخطر.