منذ السابع من أكتوبر 2023 لم تتردد الولايات المتحدة لحظة واحدة في تقديم دعم عسكري غير محدود لإسرائيل كأنها تشن المعركة إلى جانبها.. قدمت لتل أبيب مساعدات عسكرية هائلة تجاوزت 21.7 مليار دولار خلال عامين فقط وفق دراسة أكاديمية حديثة صدرت بالتزامن مع الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر.
تشير تقديرات مشروع "تكاليف الحرب" في جامعة براون إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من 10 مليارات دولار إضافية على دعم العمليات والمساعدات الأمنية في المنطقة خلال الفترة نفسها ما يجعل حجم تدخلها العسكري المباشر في الشرق الأوسط من أكبر التدخلات الأمريكية منذ سنوات.
بعد ساعات من الهجوم الصاروخي المفاجئ تحركت واشنطن بسرعة قصوى وأرسلت سفناً وطائرات حربية إلى المنطقة مجهزة لدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه.. طلبت تل أبيب صواريخ اعتراضية لدعم "القبة الحديدية" وذخائر متعددة فكان رد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك أنتوني بلينكن مؤكداً أن واشنطن ستقدم "دعمها الكامل" شاملة طائرات إف-35 المتقدمة ومنصات إطلاق صواريخ موجهة.
في غضون أيام من بداية الحرب بدأت إدارة الرئيس بايدن حينها في تجهيز حزمة مساعدات إضافية بقيمة 2 مليار دولار قبل أن يوافق الكونغرس على خطة ضخمة خصصت 14.5 مليار دولار لإسرائيل.. وبحلول ديسمبر 2023 وصلت الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل بكميات هائلة "أكثر من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم وآلاف القنابل غير الموجهة من طراز MK82 وMK84 إضافة إلى مئات القنابل الصغيرة القطر من طراز GBU-39 .
ولضمان سرعة التسليم لجأ بايدن مرتين إلى سلطة الطوارئ لتجاوز مراجعة الكونغرس وإرسال قذائف ومدفعيات بقيمة مئات الملايين من الدولارات لتجديد مخزون الأسلحة الإسرائيلية مؤكداً أن دعم واشنطن لتل أبيب لا يعرف أي توقف أو تأخير في أوقات الأزمات.
باختصار منذ 7 أكتوبر لعبت الولايات المتحدة دوراً عسكرياً مباشراً ومكثفاً في الحرب مؤمنة لإسرائيل كل ما تحتاجه من أسلحة ومعدات في استعراض لقوة الدعم الأمريكي غير المحدود لحليفتها التقليدية في أعنف صراع في المنطقة.
