"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
بات الرجل الأول في السويداء، قوة وتأثيرًا وسلطة على أبناء الطائفة الدرزية، فمن يكون الشيخ حكمت سلمان الهجري، الذي خرج ببيان ينفي فيه ترحيبه بقوات وزارة الدفاع السورية في السويداءبعد بيان تبين أنه تضليلي.
هو المرجعية الروحية الأبرز لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء في الجنوب السوري، ويحمل ثقلًا دينيًا واجتماعيًا واسعًا في جبل العرب، وُلد عام 1965 في فنزويلا، حيث كان والده مغتربًا، وعاد إلى سوريا لاحقًا ليدرس الحقوق في جامعة دمشق، قبل أن يتفرغ للشؤون الدينية ويخلف شقيقه الراحل في موقعه عام 2012.
عرف بمواقفه المعتدلة في بدايات الأزمة السورية، لكنه منذ عام 2023 بدأ يلعب دورًا أكثر حدة في الدفاع عن خصوصية الدروز، ورفض تدخل الجيش أو الميليشيات في مناطق السويداء، ما جعله محط أنظار محلية وإقليمية.
يُعد الهجري الزعيم الروحي الأكثر تأثيرًا بين دروز سوريا، ويحظى بدعم جماهيري واسع، نفوذه تعزز بعد تبنيه مواقف صريحة ضد سلوك السلطة الأمنية في الحكومة الحالية، ودعمه لفصائل محلية مسلحة، أبرزها "مجلس السويداء العسكري"، الذي تأسس في فبراير/ شباط 2025، والذي يُنظر إليه كذراع ميداني لحماية الطائفة، بمباركة دينية من الهجري، كما أنه نجح في توحيد فصائل محلية متناحرة سابقًا في السويداء تحت راية "الكرامة والدفاع عن الجبل".
ورغم عدم وجود قناة رسمية بينه وبين إسرائيل، إلا أن تقارير متطابقة من مصادر درزية في الجولان كشفت عن تواصل غير مباشر مع الجانب الإسرائيلي عبر مشايخ دروز من الداخل الفلسطيني، خصوصًا بعد تصاعد التهديدات من دمشق وأنقرة، كما أشارت تقارير إلى أن الهجري رحب بإيصال مساعدات طبية وإنسانية من الجولان خلال فترات التصعيد، في ظل تردي الأوضاع الصحية في السويداء، ما فتح باب التكهنات حول وجود "تفاهمات خفية".
طالب الهجري في أكثر من خطاب، بحماية دولية للطائفة، ولم يُخف تقبله لأي طرف "يمنع المجازر"، في إشارة فهمها بعضهم على أنها فتح لباب التنسيق مع إسرائيل ضمن خطوط الدفاع عن الدروز.
منذ سقوط نظام بشار الأسد ووصول حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع، حاولت السلطة احتواء حكمت الهجري بشتى الطرق، بما فيها إرسال وفود تفاوضية وتقديم ضمانات بعدم دخول الجيش إلى القرى الدرزية، في البداية أبدى مرونة، لكن بعد اندلاع مواجهات دموية بين الدروز وعشائر بدوية خارجة عن القانون، عاد المشهد للتصعيد مرة أخرى وخرجت أمور التفاوض عن السيطرة بعدما ارتفع صوت الرصاص، بينما تتعامل الحكومة السورية اليوم مع حكمت الهجري كمصدر نفوذ لا يمكن تجاوزه تبعًا لتأثيره على جزء كبير من الطائفة الدرزية المقدر عدد أفرادها بما يترواح بين 700 إلى 800 ألف نسمة.