ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
يرى خبيران أن أحداث السويداء الدامية، وما سبقها من مجازر الساحل والضغوط على المناطق الكردية تفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية تشكيل ما يُسمى "تحالف الأقليات" في سوريا.
وأكد الخبيران أن غياب أي مؤشرات على هذا التحالف رغم الأحداث الدموية يعود إلى إيمان مكونات المجتمع السوري بمفاهيم الوطن والمواطنة، وأشارا إلى أن السيطرة العسكرية وحدها لا تكفي لبناء دولة دون عقد اجتماعي جامع، وأن فكرة التحالف مجرد مصطلح استخدمته أطراف حكومية لمواجهة التحديات.
وبحسب الخبيرين فإن الثقة المفقودة بعد مجازر الساحل هي ما فتح الباب للحديث عن حقوق خاصة بالأقليات.
وقال الباحث السياسي، عبدالله سليمان، إن مصطلح "حلف الأقليات" لم يظهر في الحياة السياسية السورية إلا بعد سقوط نظام الأسد.
وأضاف سليمان أنه تم تعويم هذا المصطلح من قبل أنصار وحتى مسؤولين في الحكومة السورية الحالية، وبرز هذا المصطلح بشكل كبير في أعقاب تفجير كنيسة "مار الياس" عندما استخدمه عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، نوار النجمي خلال تصريحات إعلامية مباشرة.
وذكر لـ "إرم نيوز" أن المتابع للوقائع والتطورات منذ سقوط النظام السوري وتحديداً منذ مجازر الساحل يلاحظ مؤشرات على عدم وجود مثل هذا التحالف، ففي ذروة مجازر الساحل تم توقيع اتفاق عبدي/الشرع، فلو كان هناك تحالف لما حدث ذلك الاتفاق.
وأوضح أن ما بعد أحداث الساحل ومن ثم جرمانا وصحنايا والأشرفية والسويداء المرة الماضية، ثم العثرات التي رافقت اتفاق عبدي/الشرع، ثم اقتحام السويداء بهذه الطريقة لم نر أي مؤشرات على تنامي حلف الأقليات.
وتابع: "هذا يعود إلى أن أبناء الأقليات يؤمنون بمفهوم الوطن والمواطنة ويعتقدون أن سيادة القانون والتشاركية هي التي تحمي وجودهم أكثر من التكتلات على أساس طائفي حتى بعد المجازر التي حصلت".
وبيّن أنه "في ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار والفلتان الأمني، ما زالت هذه المفاهيم غير سارية، وهذا هو التحدي الكبير الذي ستواجهه السلطة الحالية التي ربما سيكون بمقدورها أن تحكم السيطرة العسكرية على كل المناطق".
واستطرد قائلا: "لكن السيطرة العسكرية قد تعطيها سلطة، لكن الأخيرة ليست كافية لبناء دولة، بل هي أحد أركان الدولة، الدولة تحتاج إلى سيادة القانون وبناء عقد اجتماعي جامع".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، مازن بلال، إن تعبير تحالف الأقليات ابتدعه بعض المقربين من الحكومة السورية ليبرز التحديات، لكنه في النهاية مسألة بعيدة لسببين.
وأوضح أن "السبب الأول أن من يتم إطلاق الأقليات عليهم لا يطرحون خطابا له علاقة بتقسيم سوريا إلى أقلية وأكثرية، وهم يتحركون من مبدأ المشاركة، والثاني أن الثقة المفقودة بعد مجازر الساحل هي التي فتحت الباب للحديث عن حقوق خاصة بالأقليات".
وأضاف بلال لـ "إرم نيوز" أن "هناك حلقة سياسية مفقودة داخل سوريا لأن "الأقليات" هم أقليات سيادية شاركت في صنع الجمهورية السورية منذ بداية القرن الماضي".
وبيّن أن "هناك ضوءا أخضر دوليا لدمشق بالقيام بتصرفات أمنية قبل الاتفاق على عقد اجتماعي جديد ينهي مصطلح الأقلية لصالح المواطنة".
وختم قوله إن "كل أزمة قي سوريا يواكبها خطاب كراهية ينتشر على وسائل التواصل، فتحالف الأقليات غير ممكن لأن سوريا بأكملها نسيج أقليات".