ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم

"لا ملك في أمريكا"... احتجاجات واسعة ضد إدارة ترامب

"لا ملك في أمريكا"... احتجاجات واسعة ضد إدارة ترامب
من الاحتجاجات الأمريكية ضد ترامبالمصدر: (أ ف ب)
20 أبريل 2025، 2:38 م

تتزايد مؤشرات التململ داخل الأوساط الأمريكية على خلفية سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، في ظل تشكّل معارضة متنامية ومتعددة الجبهات، لم تَعُد حكرًا على الديمقراطيين، بل امتدت من الشارع إلى القضاء، ومرورًا بحلفائه الجمهوريين أنفسهم.

وبحسب صحيفة "شالونغ" الفرنسية، انقسمت أصوات المعارضة لترامب بين من يرفعون الصوت بلا مواربة، ومن يوجهون انتقادات محسوبة لكسب ود قاعدته، وآخرين يعملون في الخفاء لإرباك إدارته.

ورغم تنوع الخلفيات بين منتخبين ومحامين وقضاة وصنّاع محتوى، فإنهم جميعًا يمثلون وجوه أمريكا  التي بدأت تستفيق بعد 3 أشهر من السُبات، وفقًا للصحيفة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"واشنطن بوست": ترامب ينهي 100 يوم من "الفشل التاريخي"

لا ملك في أمريكا

رغم صعوبة تحديد لحظة الانعطاف بدقة، يرى البعض أن الشرارة الأولى كانت موافقة زعيم الديمقراطيين تشاك شومر على تمرير قانون مالية مدعوم من الجمهوريين، بينما يشير آخرون إلى نتائج مفاجئة للديمقراطيين في انتخابات تكميلية، أو إلى موجة الغضب من الرسوم الجمركية التي فجّرت حربًا تجارية.

وفي شوارع نيويورك وتكساس، رُفعت شعارات مثل "لا ملك في أمريكا" و"إدارة ترامب إرهابية"، بينما تصاعدت أصوات تطالب بوقف العنف ضد المهاجرين.

وامتدت التظاهرات إلى معاقل جمهورية تقليدية، في مشهد يعكس اتساع رقعة الرفض.

ليس معصومًا

وامتد التمرد ليطال المعسكر الجمهوري نفسه، إذ بدأ عدد من المليارديرات والمحامين والقضاة توجيه انتقادات علنية لترامب.

وحتى وقت قريب، كان ترامب يتمتّع بدعم جمهوري شبه مطلق؛ إلا أن إعلان الرسوم الجمركية الضخمة أثار تمردًا غير مسبوق في صفوف حلفائه.

تصدع تحالف ترامب

وبهذا الخصوص، قال مايكل جينوفيز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة لويولا ماريماونت: "بدأنا نلاحظ تصدّعًا في التحالف المؤيد لترامب، لكن ليس في قاعدته الانتخابية التي لا تزال شديدة الولاء".

ونجح الرئيس في استعداء كبار رجال الأعمال، من صناعة الأدوية إلى وادي السيليكون، بالإضافة إلى صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"ناشونال ريفيو"، وهما منبران محافظان محترمان، بل وحتى بعض المؤثرين اليمينيين الذين أسهموا بقوة في فوزه في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال بن شابيرو، صانع البودكاست الشهير، إن نظرة ترامب للتجارة العالمية "خاطئة"، أما جو روجان، المذيع المؤثر الآخر، فوصف فرض الرسوم على كندا بـ"الغباء"، كما ندد بعمليات ترحيل المهاجرين "المرعبة".

ورغم تصاعد القلق بين الجمهوريين من الفوضى الاقتصادية، يواصل معظمهم دعم الرئيس بشراسة.

وقلّة فقط تجرأت على انتقاد الإجراءات الحمائية، وصرّح السيناتور الجمهوري تيد كروز: "أنا أحب الرئيس، وأنا من أكبر داعميه في مجلس الشيوخ، لكن يجب أن نفهم أن الرسوم الجمركية هي في الحقيقة ضرائب على المستهلك الأمريكي".

وانضم 4 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى الديمقراطيين في التصويت على قرار يدعو لإلغاء الرسوم ضد كندا.

ودعم 7 آخرون مشروع قانون للحد من صلاحيات السلطة التنفيذية في فرض الرسوم الجمركية، لكن هذا الإجراء يبقى رمزيًا دون أمل في تمريره، إذ يرفضه الجمهوريون في مجلس النواب.

المعارضة القضائية

ورفعت نحو 160 دعوى قضائية ضد الإدارة، وعلّق القضاة الفيدراليون أو أجّلوا العديد من المراسيم التنفيذية التي كانت تهدف إلى إلغاء حق المواطنة بالولادة، ووقف دعم بعض الخدمات العامة، وترحيل المهاجرين استنادًا إلى قانون يعود للقرن 18.

وفي النهاية، سيكون على المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، أن تبتّ في الكثير من هذه الملفات، وقد مالت حتى الآن إلى دعم البيت الأبيض.

تمرّد المحامين

خيبة أمل كبيرة يشعر بها العديد من الحقوقيين، إذ فشلت كبرى مكاتب المحاماة في تشكيل جبهة موحّدة للرد.

بل إن ترامب قرر الانتقام من بعضها بسبب تمثيلها لمعارضيه أو مشاركتها في ملاحقته القضائية، فأصدر مراسيم تمنعها من العمل مع الحكومة الفيدرالية أو مع عملائها، ما يهدد أعمالها.

وفضّلت نحو 10 مكاتب قانونية التنازل، وتفاوضت على تسوية مع الإدارة تتضمّن التزامات محددة، لكن هذه الخطوة أدّت إلى استقالات مدوية واتهامات بـ"الجبن".

الجامعات تحت الضغط

بدأت بوادر تعبئة تظهر في الجامعات، وهي هدف آخر لسياسات الرئيس، وفي الأسبوع الماضي، رفعت مجموعتان من أساتذة جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد الحكومة، التي تهدّد بحرمانها من 9 مليارات دولار من الدعم الفيدرالي، وتطالبها بإجراء سلسلة من "الإصلاحات".

وخلال تظاهرة، قالت رئيسة بلدية كامبريدج – حيث تقع الجامعة – إن "هارفارد لا تملك فقط الموارد لمقاومة هذا الضغط، بل تتحمّل أيضًا مسؤولية أخلاقية للقيام بذلك".

أخبار ذات علاقة

طلاب يحتجون ضد الضغط الحكومي على هارفارد

جامعة هارفارد: إدارة ترامب زادت من مطالبها الصعبة

سياسة التخويف

لكن صعوبة تنظيم المقاومة تعود، حسب خبراء، إلى أن ترامب يمارس سياسة التخويف. ويقول ويليام جالستون من معهد بروكينغز: "بثّ الخوف هو استراتيجيته المفضلة لإجبار الناس على تنفيذ أوامره" وفق تعبيره.

ويظهر ذلك في الكونغرس، إذ يهدّد النواب بمهاجمتهم انتخابيًا عند أي انتقاد؛ وأخيرًا، أوقفت الإدارة الفيدرالية التمويل المخصص لمدارس ولاية ماين؛ لأن حاكمتها رفضت حظر مشاركة المتحوّلات جنسيًا في فرق الرياضة النسائية.

وتقول المحللة السياسية آيمي والتر من ذا كوك بوليتيكال ريبورت: "حتى الآن، تركزت حالة الهلع بشأن الرسوم الجمركية في وول ستريت. كثير من ناخبي ترامب مستعدون لمنحه بعض الوقت ليبرم صفقات جيدة".

وتضيف: "إذا بدأت استطلاعات الرأي بالتراجع بسبب الوضع الاقتصادي، فسيتعيّن على الجمهوريين إعادة النظر، أما الآن، فلا يوجد ما يهدّد ترامب بشكل فعلي".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC