logo
العالم العربي

"المونيتور": تركيا تُقيّم مكاسبها في ظل تطلعات ترامب للانسحاب من سوريا

"المونيتور": تركيا تُقيّم مكاسبها في ظل تطلعات ترامب للانسحاب من سوريا
قوات تركية في سورياالمصدر: رويترز
20 أبريل 2025، 12:30 م

تقيّم تركيا مكاسبها الأمنية ومخاطرها الدبلوماسية، في ظلّ تطلعات الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من سوريا وإعادة واشنطن النظر في وجودها العسكري.

وبحسب تقرير لصحيفة "المونيتور" الفرنسية، مع اقتراب إدارة ترامب من تقليص وجودها العسكري في سوريا، تواجه تركيا مشهدًا معقدًا من التهديدات الأمنية والفرص الدبلوماسية.

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين أردوغان والشرع

بعد الدبلوماسية.. هل تنفُذ تركيا إلى سوريا من باب الاقتصاد؟

وفي حين ترى أنقرة فرصةً للتصدي للقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها معادية، فإن عليها أيضًا التعامل مع التوترات المحتملة مع إسرائيل، وعدم اليقين بشأن مستقبل سوريا السياسي، وخطر عودة ظهور تنظيم داعش.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأمريكي من سوريا لطالما كان مطلبًا لأنقرة في إطار سعيها لإنهاء التحالف بين البنتاغون وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة. وتُعدّ وحدات حماية الشعب، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، فرعًا من حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل من أجل الحكم الذاتي الكردي داخل تركيا منذ أكثر من 40 عامًا.

وبينما تعدّ واشنطن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، تُعدّ قوات سوريا الديمقراطية الحليف الرئيس للبنتاغون في الحرب ضد داعش في سوريا. 

وتابعت الصحيفة أنه في أعقاب انهيار العلاقات الإسرائيلية التركية نتيجةً تباين المواقف بشأن حرب غزة، ترى إسرائيل أن أي شراكة عسكرية وثيقة بين أنقرة وحكومة الشرع تُشكل خطرًا مباشرًا على أمنها القومي.

والأسبوع الماضي، شنّت إسرائيل غارات جوية على ما يقارب اثني عشر موقعًا عسكريًا في سوريا التي مزقتها الحرب؛ ومن بين الأهداف قاعدة عسكرية استراتيجية في حمص تُعرف باسم قاعدة "تي4"، ومطار تدمر، إذ أفادت التقارير بأن أنقرة كانت تخطط لنشر طائرات مُسيّرة وقوات تركية هناك.

وعلى الرغم من أن ترامب يُريد الوفاء بوعده للشعب الأمريكي بأنه سيُخرج القوات الأمريكية مما يراه "حروبًا أبدية" تتراوح من أفغانستان إلى العراق، فإن الصراع الجديد بين حلفائه الإقليميين تركيا وإسرائيل سيكون غير مقبول.

وأردفت الصحيفة أن تركيز تركيا الأساسي في سوريا لا ينصب على المواجهة مع إسرائيل، بل على معالجة مخاوفها الأمنية والداخلية؛ فإلى جانب مخاوفها الأمنية من قوات سوريا الديمقراطية، تسعى أنقرة إلى استقرار جارتها الجنوبية وعودة اللاجئين السوريين، الذين يبلغ عددهم رسميًا 3.5 مليون لاجئ، مع أن العدد الحقيقي يُرجّح أن يكون أعلى بكثير.

صمود الانسحاب الأمريكي من سوريا

يُضاف إلى ذلك أن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها تركيا، والتزايد المستمر في أعداد طالبي اللجوء، أدت إلى تدهور العلاقات بين المواطنين الأتراك والمهاجرين السوريين، وهو ما يُشكّل شوكة سياسية أخرى في خاصرة أردوغان.

وخلٌصت الصحيفة إلى أن الخبر السار الوحيد في كل هذا هو أن المسؤولين الأتراك والإسرائيليين على حد سواء يتفهمون رغبة ترامب في تقليص الوجود العسكري الأمريكي الكبير في أوروبا والشرق الأوسط.

وبالتالي، فإن الانسحاب الأمريكي من سوريا، سواءً كان جزئيًا أو كليًا، سيصمد على الأرجح، أو على الأقل لن يؤدي إلى صراع بين تركيا وإسرائيل؛ فقد بدأ البلدان الأسبوع الماضي مناقشة آلية محتملة لفض الاشتباك لتجنب أي حوادث محتملة بين قواتهما العسكرية. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC