الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

بـ"النار والصواريخ".. إيران تستعرض قدراتها وتلعب على "حافة الهاوية"

بـ"النار والصواريخ".. إيران تستعرض قدراتها وتلعب على "حافة الهاوية"
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورة عسكرية المصدر: رويترز
23 أغسطس 2025، 12:29 م

في عرض عسكري ودبلوماسي مزدوج، أطلقت إيران، هذا الأسبوع، "رسائل نارية" إلى الغرب بالصواريخ والمناورات البحرية، مؤكدة استعدادها للمواجهة ورفضها أي تسوية في المحادثات النووية المتوقفة منذ فترة طويلة.

واختتمت البحرية الإيرانية، الجمعة، مناورات "الطاقة المستدامة 1404" التي استمرت يومين في شمال المحيط الهندي وبحر عُمان؛ ووفقًا لوكالة تسنيم، شملت المناورات جيلًا جديدًا من صواريخ كروز محلية الصنع.

جرى خلال التدريبات، اختبار صواريخ دقيقة التوجيه، وإطلاق غواصات وطائرات مسيّرة وبطاريات ساحلية، إضافة إلى استخدام أنظمة الحرب الإلكترونية لمحاكاة مواجهة خصوم يمتلكون قدرات تكنولوجية متقدمة. 

وبلغت ذروة المرحلة الرئيسة عندما أطلقت سفينة الصواريخ غناوة والمدمرة سبالان 3 أنواع من صواريخ كروز المضادة للسفن: قادر متوسط المدى، قدير بعيد المدى، وناصير قصير المدى، وأصابت جميعها أهدافها المحددة، بحسب "المونيتور".

أخبار ذات علاقة

عباس عراقجي

إيران تعود إلى الطاولة.. مباحثات نووية "حساسة" تحت تهديد العقوبات

وظهر صاروخ "قادر" لأول مرة العام 2011 بمدى يصل إلى 300 كيلومتر وقدرة على التملص من الرادار، فيما يتميز "قدير" بمدى أطول ودقة أكبر، بينما يمثل "نصير" خيارًا قصير المدى وسريع الاستجابة.

رسائل سياسية بلسان الصواريخ

وتُعد هذه الصواريخ، وفق القادة الإيرانيين، ترسانة متعددة الطبقات لمواجهة قوات بحرية متفوقة مثل الأسطول الخامس الأمريكي.

وقال المتحدث باسم التدريبات الأدميرال عباس حسني للتلفزيون الرسمي إن المناورات تهدف إلى تعزيز التخطيط العملياتي والتنسيق بين الوحدات السطحية وتحت السطحية والجوية، لكن الرسالة لم تقتصر على البعد العسكري، بل حملت أيضًا بعدًا سياسيًا واضحًا. 

فقد حذرت الخطابات الأخيرة للقادة الإيرانيين من أن أي تهديد للأمن البحري سيُواجَه برد فوري، مؤكدين رفضهم ما يرونه "وجودًا غير شرعي" للقوات الأمريكية في المنطقة.

بالتوازي مع هذه المناورات، أجرى الحرس الثوري الإيراني تدريبًا صاروخيًا مفاجئًا تضمن إغلاق المجال الجوي الغربي لإيران مؤقتًا في الساعات الأولى من الجمعة، ووصِف بأنه اختبار للاستعداد لهجمات جوية مباغتة؛ ورغم شح التفاصيل، أبرزت وسائل الإعلام الرسمية أنه يعكس جاهزية طهران للرد السريع.

كما حذرت السلطات الإيرانية من هشاشة وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد حرب يونيو/ حزيران التي استمرت 12 يومًا، ملمحة إلى إمكانية اندلاع جولة جديدة من المواجهة. 

تعهد إيراني

وفي يوم تكنولوجيا الدفاع، شدد كبار القادة على المضي في تطوير القدرات الدفاعية، وحذر اللواء محمد باكبور، قائد الحرس الثوري، من أن أي خطأ في الحسابات سيُقابَل بـ"رد مؤلم"، فيما تعهدت وزارة الدفاع بـ"صفعة قاسية" لأي مغامرة، وأكد رئيس الأركان اللواء عبد الرحيم موسوي ضرورة التحديث المستمر للقدرات الصاروخية والدفاعية.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

"أكسيوس": فشل مباحثات عراقجي مع دول "الترويكا" وإيران غير معنية باتفاق

وذكر تقرير لموقع "المونيتور" أنه على الصعيد الدبلوماسي، كانت الصواريخ تُطلَق في بحر عُمان، بينما ينشغل الدبلوماسيون الإيرانيون بمحادثات متعثرة حول البرنامج النووي.

وطعن وزير الخارجية عباس عراقجي في شرعية المساعي الأوروبية لتفعيل آلية "العودة السريعة" للأمم المتحدة، خلال مكالمة هاتفية، يوم الجمعة، مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية.

وتسمح هذه الآلية، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2231 المصدّق على اتفاق 2015 النووي، بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا ثبت أن إيران انتهكت الاتفاق. 

مفاوضات متعثرة

ووفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، رفض عراقجي سلطة القوى الأوروبية الثلاث محذرًا من "عواقب" أي خطوة، مشيرًا إلى أن بلاده ستلجأ إلى دعم روسيا والصين في مجلس الأمن إذا لزم الأمر. 

واتفق الجانبان على استئناف المحادثات على مستوى نواب الوزراء الثلاثاء المقبل، قبل أسبوع واحد من انتهاء المهلة الأوروبية لاتخاذ قرار بشأن العقوبات.

ويتركز الجدل داخل إيران حول تداعيات إعادة فرض العقوبات الأممية؛ فالمتشددون يهونون من آثارها، بينما يحذّر المعتدلون من تداعيات اقتصادية أعمق قد تهدد استقرار النظام. ومع ذلك، رفضت القيادة الإيرانية حتى الآن أي تسوية، بما في ذلك اقتراح وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.

أخبار ذات علاقة

عباس عراقجي

عراقجي يكشف تفاصيل مثيرة عن اليورانيوم الإيراني بعد الضربات الأمريكية

وفي فيينا، التقى وفد إيراني نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ماسيمو أبارو، لمناقشة قانون جديد أقره البرلمان يفرض قيودًا صارمة على رقابة الوكالة. 

وقدمت إيران "شروطًا جديدة" للإشراف، في خطوة تهدف إلى تقليص الشفافية النووية مع الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة.

تجسد هذه التحركات سياسة إيرانية مزدوجة: تصعيد عسكري لإظهار القدرة على الردع، ودبلوماسية مشروطة على مقاس طهران. 

فالرسالة واضحة: الضغط الخارجي لن يؤدي إلى التراجع، بل إلى مزيد من التحدي، وفي الوقت نفسه، تسعى طهران للإبقاء على اتصالاتها مع أوروبا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى دعم روسيا والصين، لتجنب عزلة كاملة.

لكن المخاطر تتزايد؛ فإعادة فرض العقوبات الأممية قد تخضع إيران رسميًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يرفع احتمال المواجهة المباشرة.

وفي الأثناء، قد تؤدي التجارب الصاروخية المستمرة إلى زيادة خطر سوء التقدير، خاصة في مياه الخليج العربي والمحيط الهندي المتوترة أصلًا.

ووفقًا لـ"المونيتور"، فإن استعراض القوة الأخير، مع الكشف عن صواريخ كروز مطوّرة وتحذيرات القادة من "رد مؤلم"، يعكس تصميم إيران على الردع واستعدادها للصراع، إلا أن هذا النهج يتزامن مع مأزق دبلوماسي حاد، حيث يلوح في الأفق خطر عقوبات جديدة وأزمة اقتصادية أعمق وصراع محتمل مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال عراقجي في مقابلة مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية: "أحيانًا تكون الدبلوماسية أكثر تكلفة من الحرب"، مضيفًا أن بلاده تفضل الحرب على مفاوضات "تنتهي بالاستسلام".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC