logo
العالم

"مهمة معقدة".. أوروبا أمام اختبار جرّ إيران لاستئناف المحادثات النووية

"مهمة معقدة".. أوروبا أمام اختبار جرّ إيران لاستئناف المحادثات النووية
مبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغالمصدر: أ ف ب
03 يوليو 2025، 6:32 ص

حدد خبراء في الشؤون الأوروبية والإيرانية، صعوبات تزيد من عقبات ما يعرف بـ"المهمة المعقدة" التي يستهدفها الاتحاد الأوروبي لتسهيل استئناف المحادثات النووية مع إيران، وهو الأمر الذي استعصى على الغرب على مر عقود.

وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن آخر الصعوبات التي وضعتها إيران، والتي تهدد مساعي الاتحاد الأوروبي، ما جرى مؤخرا من تعليق طهران عبر قرارات من البرلمان و"مجلس مصلحة النظام" والرئيس مسعود بزشكيان، التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب السياسات العدائية والاستفزازية التي تقابل بها طهران الدول الأوروبية الراغبة في إبرام اتفاق ينهي الأزمة النووية الإيرانية.

وبينوا أن من بين الصعوبات التي تواجه بروكسل في إتمام هذه المهمة، ما تعيشه دول الاتحاد الأوروبي من خلافات داخلية ومواقف متخبطة بين بلدانها ليس فقط حول الملف الإيراني ولكن في ملفات أخرى تتعلق بسياساته وأمنه واقتصاده، فضلا عن عدم امتلاك الأوروبيين أدوات ضغط فعالة على إيران.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

الرئيس الإيراني يصادق على تعليق التعاون مع "الطاقة الذرية"

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قد قالت إن بروكسل مستعدة لتسهيل استئناف المفاوضات مع إيران حول البرنامج النووي، مشددة على ضرورة العودة السريعة للحوار وتحذير طهران من الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وذلك عقب ضربات إسرائيلية وأمريكية تصعيدية ضد مواقع إيرانية.

ونشرت كالاس على منصة "إكس" عقب اتصال هاتفي أجرته مع نظيرها الإيراني عباس عراقجي، أن استئناف المفاوضات الهادفة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يتم في أقرب وقت، في ظل الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على إيران، مشيرة الى  أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل هذا المسار.

مسارات ضيقة

ويؤكد الخبير في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، أن هناك أكثر من صعوبة أمام دول الاتحاد الأوروبي في دعم المفاوضات النووية والعمل على إنهاء هذا الملف الذي بات يتشابك ويدخل في مسارات ضيقة في ظل توجهات طهران نحو الملف النووي.

وأوضح أبو نضال في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الملف هو العمود الفقري لإيران في التعامل مع الغرب كورقة ضغط للحفاظ على النظام وعدم سقوطه لاسيما في ظل ما يخرج من الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الإطار.

وأشار إلى أنه بالتزامن مع ما جرى خلال الأيام الأخيرة من تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل البرلمان و"مجلس مصلحة النظام" والرئيس الإيراني ، فإن الظروف تصعب على الاتحاد الأوروبي خاصة أن الأخير يعيش في خلافات داخلية ومواقف متخبطة بين أعضائه من الدول ليس فقط في بعض المحاور حول أزمة إيران ولكن في ملفات أخرى تتعلق بسياساته وأمنه واقتصاده، فضلا عن أنه لا يمتلك أدوات ضغط فعالة على إيران.

أخبار ذات علاقة

حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور تعبر مضيق هرمز

مصادر أمريكية: إيران أجرت استعدادات لتلغيم مضيق هرمز

تلغيم المضيق

ولفت أبو نضال إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا والموقف الروسي من حرب الـ12 يوما لها تأثير مباشر على تعامل الاتحاد الأوروبي في ظل تلويح إيران من جهة أخرى بتهديد أمن الشرق الأوسط بورقة الميليشيات والأذرع التي مازالت حاضرة، والتي تذهب في سياق التهديد في بعض الأحيان لمصالح دول غربية.

وتابع أن الظروف الآن زادت سوءا للاتحاد الأوروبي كمؤثر على النظام الإيراني في ظل إعلان محاولة طهران تلغيم مضيق هرمز، مما يدل أن الأمور متجهة نحو التصعيد ولن يكون الأوروبيون قادرين على التدخل للتعامل أو التفاهم مع إيران في هذا الصدد.

أخبار ذات علاقة

مقر الاتحاد الأوروبي

ضغوط أوروبية على الصين لدفع إيران نحو اتفاق نووي

تحدي المستحيل

فيما يتوقع الخبير في الشؤون الأوروبية حسن رضوان، فشل بروكسل في القيام بهذه المهمة، خاصة أن إيران عطلت كثيرا محاولات سابقة لدول الاتحاد الأوروبي للوصول إلى اتفاق كان من الممكن أن يحافظ في سنوات سابقة على مقدراتها النووية بشكل سلمي والسماح بالتخصيب بالداخل وإزالة بنود متعددة من العقوبات مقابل أن يكون هناك تعاون حقيقي مع الوكالة الدولية وحضور للمراقبين الدوليين من الوكالة إلى المنشآت النووية والمراكز البحثية والمفاعلات، ولكن طهران كانت تصعد إلى أعلى سقف بأنها ذاهبة إلى امتلاك السلاح النووي، وفق تقديره.

وبين رضوان في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن أوروبا بحديثها عن هذا الاستعداد تتحدى المستحيل بسبب التعنت والتلاعب الإيراني، على الرغم من أنها نجحت في أوقات سابقة بأن تدفع الرئيس الأمريكي ترامب لمنع إسرائيل من توجيه ضربات إلى إيران أو مشاركة الولايات المتحدة في ذلك، وهو ما تعاملت معه طهران باستفزاز وتهديد للأوروبيين.

مسارات تعقيدية

وتابع أن المحاولات الأوروبية قوبلت من جانب إيران بسلوك عدواني ومستفز في أكثر من مشهد، سواء بالاستغلال العلني أو بما وصل إليه الأمر من تنشيط خلايا إيرانية في دول أوروبية كان هدفها أن تقايض من خلالها طهران الدول الأوروبية كورقة ضغط مفادها بأن أي إجراء تجاه مشروعها النووي سيقابله على الفور تهديد للأمن الداخلي لهذه الدول، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا والنمسا.

وأردف رضوان، أن إيران أخذت مسارات تعقيدية أخرى مع ما خرج من تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والهجوم على مديرها رافاييل غروسي، وما وصل من تهديدات له بحجة أن التقارير التي تخرج من الوكالة كاذبة حول نسب التخصيب والمضي في إنتاج سلاح نووي، وادعت طهران أن الوكالة تكيل بمكيالين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC