يُغري تصاعد النزاع العسكري في بوركينا فاسو عدة جماعات مسلحة من أجل شن المزيد من الهجمات في مناطق متفرقة في تطورات يدفع ثمنها المدنيون والنازحون الذين فرّوا من مناطقهم بسبب اشتداد المعارك.
وتعرف مدينة جيبو الواقعة شمال بوركينا فاسو تصاعداً للهجمات بين الجيش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة المتشدد، وسط تحذيرات من انهيار للوضع الإنساني هناك.
وترزح هذه المدينة، منذ نحو 3 سنوات، تحت حصار حتّمته المواجهة بين الجيش البوركيني والجماعات المسلحة التي تسعى إلى تحقيق مكاسب ميدانية، خاصة في ظل خروج مساحات واسعة من أراضي البلاد عن سيطرة الحكومة.
ويأتي هذا التطور في وقت اضطُر فيه كثيرون للفرار من مدينة جيبو شأنها شأن مدن أخرى في بوركينا فاسو، حيث تستمر العمليات العسكرية التي يقودها الجيش ومقاتلو الدفاع عن الوطن، وهم ميليشيا محلية أنشأتها الحكومة.
ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، أن"الوضع الإنساني في بوركينا فاسو كارثي بالنظر إلى عدة معطيات، أهمها تصاعد موجات النزوح من مناطق تشهد اشتباكات أو هجمات نحو مناطق أخرى، وأيضاً بداية نفاد مخزون المئونة، ما يُنبئ بمجاعة في تلك المناطق".
وأضاف ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "على الرغم من أن موازين القوى مختلفة على الأرض، وتصب في مصلحة الجيش الوطني في بوركينا فاسو بعد نجاحه في حشد مقاتلين جدد".
وأضاف: "إلا أن مهمته لاستعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد تبدو صعبة للغاية، باعتبار أن الجماعات المسلحة بات لها معاقل، وهي الأخرى قادرة على استقطاب مواطنون يائسون من الحكومة المركزية في واغادوغو".
وشدد على أن "هذه المعطيات قد تزيد في توسيع نطاق الحرب في بوركينا فاسو وهو ما سينعكس في تصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد".
وتسبب النزاع في بوركينا فاسو في تشريد ونزوح الآلاف، ورغم نجاحه في اقتناء طائرات مسيرة ومقاتلات في مسعى إلى تحقيق نجاحات ميدانية، إلا أن الجيش البوركيني لم ينجح بعد بفك الحصار عن عدة مدن سواء شمال أو جنوب البلاد.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، إنه "بحسب العديد من التقارير الدولية والأممية، فإن هناك ما لا يقل عن 270 ألف نازح داخلي في بوركينا فاسو بسبب الهجمات والنزاع القائم في البلاد منذ سنوات، ومع الأسف هناك مآسٍ حقيقية تسبب فيها هذا النزاع".
وأوضح الحاج عثمان لـ "إرم نيوز" أن "ما يحدث في بوركينا فاسو يؤكد أن الحرب في الساحل الأفريقي ضد الجماعات المسلحة هي حرب وجودية، وهي لا تعني فقط بوركينا أو مالي أو النيجر أو تشاد، بل تعني كل هذه الدول مجتمعة التي عليها أن توحد جهودها".