كشفت تقارير عن إمكانية عودة إيران لتنشيط برنامجها الصاروخي مجدداً، بعد الضربات التي تعرضت لها العام الماضي، من جانب إسرائيل، وفق ما أشارت إليه شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وذكرت الشبكة، في تقرير لها، أن "بيانات تتبع السفن أظهرت أن أول سفينة من اثنتين تحملان ألف طن من مادة كيميائية صنعت في الصين، والتي قد تكون مكونًا رئيسيًا في الوقود لبرنامج الصواريخ العسكري الإيراني، رست خارج ميناء بندر عباس الإيراني يوم الخميس".
ورأت الشبكة الأمريكية أن ذلك "قد يكون إشارة إلى أن إنتاج الصواريخ في إيران قد عاد إلى طبيعته بعد الهجمات المدمرة والمحرجة التي شنتها إسرائيل على المصانع الرئيسية العام الماضي".
وغادرت السفينة "غولبون" ميناء "تايتسانغ" الصيني قبل 3 أسابيع، في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، محمّلة بمعظم شحنة تزن ألف طن من "بيركلورات الصوديوم"، وهي المكون الرئيسي في إنتاج الوقود الصلب الذي يُستخدم في دفع الصواريخ التقليدية المتوسطة المدى في إيران، وفقًا لمصدرين استخباريين أوروبيين.
وتقول الشبكة، "وفقًا للمصادر الاستخباراتية، قد يسمح بيركلورات الصوديوم بإنتاج الوقود اللازم لما يقارب 260 محرك صاروخي صلب لصواريخ (خيبر شكان) الإيرانية أو 200 صاروخ باليستي من طراز (حاج قاسم).
ورأت الشبكة أن "الشحنة تأتي في وقت عانت فيه إيران من سلسلة انتكاسات إقليمية مع الهزيمة الجماعية التي لحقت بحلفائها من سقوط بشار الأسد في سوريا إلى الخسائر التي تكبدها حزب الله في لبنان".
واعتبرت أنه "بعد الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية في أكتوبر، اعتقد بعض الخبراء الغربيين أن الأمر قد يستغرق ما لا يقل عن عام قبل أن تتمكن إيران من استئناف إنتاج الوقود الصلب".
ولفتت إلى أن "هذه الشحنة تشير إلى أن إيران ليست بعيدة عن – أو ربما قد عادت بالفعل – إلى إنتاج صواريخها".
وتقول المصادر إنه "تم شراء الشحنة نيابة عن قسم المشتريات في منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي (SSJO)، وهي جزء من الهيئة الإيرانية المسؤولة عن تطوير صواريخ إيران الباليستية".
وذكرت المصادر للشبكة إن "السفينة الثانية (جيران)، لم يتم تحميلها بعد ولم تغادر الصين، موضحة أن "من المقرر أن تنقل (جيران) باقي الشحنة البالغة ألف طن إلى إيران"، علماً أن شركة "خطوط الشحن الإيرانية" تُشغل كلتا السفينتين.
ولا يعدّ تسليم "بيركلورات الصوديوم" في حد ذاته أمراً غير قانوني، كما أن تجارة هذه المادة ليست مقيدة بالعقوبات الغربية، إلا أنه يمكن تحويلها كيميائيًا إلى "بيركلورات الأمونيوم"، وهي وقود مصنع خاضع للرقاب، وفق "سي إن إن".